يشير مصطلح السديم في اللغة اللاتينية إلى الضباب أو السحابة، أي أنه عبارة عن سحابة هشة من الغازات والحبيبات الصلبة من الغبار الكوني التي توجد في الفضاء بين النجوم، بالإضافة إلى ذلك فإن جميع السدم في مجرة درب التبانة تعد من أشكال المادة بين النجوم، ويختلف مظهر هذه السدم عن بعضها بالاعتماد على درجة حرارة وكثافة المادة، وليس هذا فقط بل يعتمد أيضًا على كيفية تكون المادة، بالإضافة إلى أن التركيب الكيميائي للسدم موحد إلى حد ما، حيث إن 90% من ذراته مكونة من الهيدروجين، أما ما تبقى فإنه يتكون من الهيليوم والأكسجين والكربون والنيون والنيتروجين، بالإضافة لبعض العناصر الأخرى التي تشكل ذرتين في الألف من تكوين السدم، وهذا يتوافق مع تكوين الكون بشكل عام.[١]


سديم الفقاعة

فيما يلي أهم المعلومات عن حول سديم الفقاعة:[٢][٣]

  • تعريفه: يعرف سديم الفقاعة بأنه سديم انبعاثي يقع في كوكبة ذات الكرسي الشمالي، ويقع السديم على مسافة تبعد 7,100 إلى 11,000 سنة ضوئية عن الأرض.
  • سبب تسميته: سمي هذا السديم باسم سديم الفقاعة نسبة إلى شكله الذي يشبه الفقاعة، والذي نشأ بواسطة رياح نجمية شديدة القوة من نجم صغير وهائل وساخن يدعى وولف رايت حيث ألقى هذا النجم مادته ليشكل السديم، وقد تمت تسمية هذا النجم بأسماء عدة أهمها: SAO 20575، وBD + 60 2522.
  • تاريخ اكتشافه: تم اكتشاف سديم الفقاعة من قبل العالم ويليام هيرشل في عام 1787.[٤]


نشأة سديم الفقاعة

تكون سديم الفقاعة منذ حوالي 300,000 عام عندما أخرج النجم المركزي قنبلة من الغبار والغاز، وبعد ذلك ابتعدت بشكل سريع المادة الخارجة عن النجم، وتفاعلت مع السحابة الجزيئية المجاورة، وبدأت في تكوين شكل فقاعة السديم، واستمر النجم SAO 20575 في التحرك عبر الفضاء وابتعد في النّهاية عن المركز الرئيسي للسّديم.[٢]


خصائص سديم الفقاعة

الخصائص الفيزيائية

فيما يلي أهم الخصائص الفيزيائية لسديم الفقاعة:[٢][٥]

  • الحرارة: تبلغ درجة حرارة سطح سديم الفقاعة ما يقارب 37,500 كلفن.
  • القطر: يبلغ قطر النجم المركزي لسديم الفقاعة ما يقارب 7 سنوات ضوئية.
  • الحجم: يبلغ حجم النجم المركزي لسديم الفقاعة ما يقارب 8.71.
  • البعد: يقع نجم سديم الفقاعة على بعد حوالي 7,100 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة ذات الكرسي، كما يمكن إيجاد هذا السديم على بعد حوالي 35 دقيقة قوسية إلى الجنوب الغربي من M52.
  • الكتلة: تبلغ كتلة سديم الفقاعة 44 ضعف كتلة الشمس.


أجزاء سديم الفقاعة

يظهر سديم الفقاعة كقشرة شاحبة اللون للغاية حول النجم المركزي، حيث يحتاج الإنسان إلى سماء معتمة لمشاهدة سديم الفقاعة بصريًا دون المنظار، وقد تكوّن شكل "الفقاعة" الأيقوني من الرياح النجمية التي تنتج عن النجم المركزي شديد الحرارة حيث يتكون النجم المركزي لهذا السديم من قنبلة من الغبار والغاز.[٦]


يصنف النجم المركزي لسديم الفقاعة وهو نجم وولف رايت من الدرجة O، والذي ستنتهي حياته في انفجار سوبر نوفا في غضون 10 ملايين إلى 20 مليون سنة، وغالبًا ما تُخرِج نجوم وولف رايت أجزاءً كبيرة من كتلتها في مرحلة الدورة التطورية، وفي هذه المرحلة يتم فقدان ما يصل إلى ثلثي كتلة هذه النجوم قبل أن تنفجر مثل المستعرات الأعظمية، وتم وصف طبيعة نجوم ولف رايت في عام 1867 من قبل علماء الفلك الفرنسيين الذين يدعون بتشارلز وولف، وجورج رايت، والذين تمت تسمية هذه النجوم نسبة إليهما، وقد تم تحديد عمر النجم ليبلغ ما مقداره 4 ملايين سنة.[٢][٧]


حقائق أخرى عن سديم الفقاعة

هناك العديد من الحقائق والمعلومات المفيدة عن سديم الفقاعة أهمها:[٢]

  • يتنمي النجم المركزي لسديم الفقاعة SAO 20575 إلى الفئة النجمية O6.5، ويبلغ حجم السديم المطلق ما يقارب -5.5.
  • يقع سديم الفقاعة على مسافة تقارب حوالي 2.4 كيلو فرسخ من الأرض.
  • يبلغ سطوع سديم الفقاعة ما مقداره 398 ألف مرة من سطوع الشمس، ويبلغ طول نصف قطره 15 ضعف طول قطر الشمس، بالإضافة إلى ذلك فإن سديم الفقاعة ينتمي لمجموعة Cas OB2.


اكتشاف سديم الفقاعة

تم اكتشاف سديم الفقاعة من خلال التصوير الفوتوغرافي بالتعرض الطويل للضوء الصادر عنه، حيث يستطيع مصورو النجوم أصحاب الموهبة جمع الضوء الصادر عن هذا السديم على فترات طويلة من الزمن، وهناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها للمساعدة في اكتشاف السديم ومن أهم هذه الأدوات:[٨][٤]

  • كاميرا CCD أحادية اللون: تعتبر كاميرا CCD أحادية اللون خيارًا نموذجيًا لتصوير سديم ضيق النطاق، حيث إنها تسمح بوصول إشارات أكثر إلى مستشعر الكاميرا عند مقارنتها بالكاميرا التقليدية (الملونة) في وقت الصّباح.
  • تلسكوب هابل الفضائي: تم استخدام تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا في التقاط صورة لسديم الفقاعة، حيث يظهر هذا السديم على شكل فقاعة ضخمة تنفجر في الفضاء بواسطة نجم هائل ذي درجة حرارة عالية، وتم اختيار صورة هابل لسديم الفقاعة، أو NGC 7635، للاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لإطلاق تلسكوب هابل الفضائي في مدار حول الأرض بواسطة طاقم مكوك الفضاء STS-31 في أبريل من عام 1990.
  • التلسكوب المنكسر أحادي اللون: فيما يلي بعض المعلومات عنه:
  • يوجد العديد من أنواع من التلسكوبات للاختيار بينها، لكن من أفضل التلسكوبات التي يمكن استخدامها هو التلسكوب المنكسر أحادي اللون للتصوير الفلكي، حيث يعد التلسكوب المنكسر Sky-Watcher Esprit 150 الذي يملك طولًا بؤريًا يبلغ مقداره حوالي 1,050 ملم من أفضل أنواع التلسكوب المنكسر أحادي اللون، ويعد فصل الخريف من أفضل الأوقات لتصوير سديم الفقاعة.
  • يبدأ غالبًا إطلاق سديم الفقاعة للضوء المنبعث في شهر أغسطس، ويستمر المصور في جمع تكوينات جديدة طوال شهر سبتمبر وشهر أكتوبر، بالإضافة إلى ذلك فقد قام مصورون بتصوير سديم الفقاعة عدة مرات في الأشهر السابقة، من خلال استخدام العديد من أنواع الكاميرات والتلسكوبات المختلفة.
  • مرشحات النطاق الضيق: فيما يلي بعض المعلومات عنها:
  • ينصح باستخدام مرشحات النطاق الضيق عند القيام بتصوير سديم الفقاعة، عكس أهداف السماء العميقة ذات النطاق العريض مثل المجرات، أو السدم الانعكاسية حيث لا يظهر سديم الفقاعة بأفضل صورة عند استخدام التصوير غير الاحترافي العادي RGB.
  • يمكن استخدام مرشح هيدروجين-ألفا (h-alpha) للتصوير؛ حيث إن الصورة الناتجة عن هذا المرشح تظهر السدم الانبعاثية بشكل واضح وجميل للعين؛ فممر النطاق لهذا المرشح تساوي 6 نانومتر، ويمكن مرور طول موجي ضيق جدًا يبلغ حوالي 656 نانومتر من الضوء إلى مستشعر الكاميرا، ويعد هذا المرشح مفيدًا جدًا لعزل الضوء الصّادر عن سديم الفقاعة عن سماء مليئة بالضوء.


المراجع

  1. "Nebula", britannica, Retrieved 11-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Bubble Nebula – NGC 7635", constellation-guide, Retrieved 30-5-2021. Edited.
  3. "NGC 7635: The Bubble Nebula", science.nasa, Retrieved 30-5-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Bubble Nebula (NGC 7635)", hubblesite, Retrieved 30-5-2021. Edited.
  5. "Bubble Nebula", nasa, Retrieved 30-5-2021. Edited.
  6. "NGC 7635 – The Bubble Nebula", astrobackyard, Retrieved 30-5-2021. Edited.
  7. "Hubble Heritage Archive: Bubble Nebula, NGC 7635", illuminateduniverse, Retrieved 30-5-2021. Edited.
  8. "NGC 7635 – The Bubble Nebula", /astrobackyard, Retrieved 30-5-2021. Edited.