اصطفاف الكواكب: ماذا يعني؟ ومتى يحدث؟

يحدث اصطفاف الكواكب في أوقات وأماكن مختلفة في النظام الشمسي، ويحدث في أماكن قريبة من الشمس أو بعيدة عنها، وفي بعض الحالات تكون الكواكب متوازية مع الشمس بشكل ظاهري فقط، وتظهر كأنها تصطف في سماء الليل، ويوجد أنواع مختلفة من المحاذاة لها أسماء مختلفة ونادرة الحدوث، ويحدث على الأقل في اصطفاف كوكبين، ويمكن ملاحظته من الأرض.^[١]

اصطفاف الكواكب

يعد من الصعب اصطفاف جميع الكواكب في خط مستقيم واحد بشكل تام، وذلك يعود إلى أن الكواكب لا تدور بشكل مثالي في نفس المستوى، بل تقوم الكواكب في التأرجح في مدارات مختلفة في الفضاء ثلاثي الأبعاد، ويسبب ذلك عدم توافق بشكل كامل فيما بينها، وتم إطلاق مصطلح اصطفاف الكواكب في حال كانت الكواكب تدور في نفس المنطقة العامة من السماء، ويحدث اصطفاف الكواكب لكوكبين أو ثلاثة كواكب في وقت واحد.^[٢]

متى يحدث اصطفاف الكواكب؟

أحدث اصطفاف للكواكب

خلال شهر مارس من عام 2021م بدأت ملاحظة اصطفاف ثلاثة كواكب في العين المجردة: كوكب المشتري، وعطارد، وزحل، وكانت على محاذاة مدارتها، مما تسبب في ظهور تأثير بصري يشبه وجود الكواكب في خط واحد، وفي ديسمبر 2020م، اقترن كل من كوكب زحل وكوكب المشتري، وتحدث هذه الظاهرة مرة كل 20 عامًا، وكان كوكب المشتري وزحل قريبين جدًا وظهرا على شكل نجم عملاق في السماء، والذي يعرف في الارتباط العظيم الذي يحدث كل 400 عام مرة واحدة.^[٣]

موعد اصطفاف جميع الكواكب

بسبب ميل مدارات الكواكب واتجاهاتها، لا يمكن اصطفاف الكواكب الثمانية بشكل مثالي، وقد ظهروا بنفس الجزء من السماء منذ أكثر من 1000 عام، ويُتوقع اصطفافها مرة أخرى في 6 مايو 2492م، ومن الجدير بالذكر أن الكواكب الأكثر سطوعًا تجتمع كل نصف قرن وتعطي مظهرًا يشبه الخط المستقيم في السماء، وكان آخر ظهور لها في أبريل عام 2002م، إذ ظهر كل من المشتري، وزحل، والمريخ، والزهرة، وعطارد على شكل عقد سماوي، ويتوقع حدوثها في 8 سبتمبر عام 2040م،^[٤] وتشير التقارير إلى احتمال حدوث اقتران بين كوكب المريخ وكوكب الزهرة في 22 فبراير 2024م، وسوف تفصل 38 دقيقة بين الكوكبين، في سماء كوكبة الجدي خلال فترة الصباح، وفي درجة 26 غرب الشمس، كما سوف يحدث اقتران أكثر وضوحًا لكل من الزهرة والمريخ في تاريخ 11 مايو 2034م.^[٥]

المسافات بين الكواكب عند اصطفافها

تظهر الكواكب قريبة جدًا ويمكن رؤيتها في سماء الأرض، لكنها في الواقع تعتبر بعيدة جدًا، إذ يقع كوكب عطارد على بعد 140 مليون كيلومتر من الأرض، والمشتري على بعد 887 مليون كيلومتر، وزحل هو الأبعد؛ إذ يبعد 1.6 مليار كيلومتر عن الأرض، ويعتبر القمر أقرب جرم سماوي من الأرض؛ إذ يبعد عنها حوالي 385,600 كيلومتر.^[٦]

تأثير اصطفاف الكواكب على الأرض

في حال اصطفاف جميع الكواكب في خط مستقيل بشكل تام، فسوف يسبب حدوث تأثير ضئيل على الأرض، وفيما يلي أهم النقاط:^[٢]

• الكواكب ذات التأثير العالي على الأرض: يعتبر كل من الشمس والقمر أكثر الأجسام تأثيرًا على الأرض في النظام الشمسي، ويعود ذلك إلى كون الشمس ضخمة جدًا، والقمر قريبًا بشكل مؤثر من الأرض.
• تأثير الجاذبية القمر والشمس على الأرض: تتسبب جاذبية الشمس بعمل مدار سنوي للأرض تنتج عنه الفصول الأربعة، وجاذبية القمر تسبب عملية المد والجزر اليومية في المحيط، وعندما تحدث عملية محاذاة قريبة بين الشمس والقمر في طور البدر؛ فإنها تتسبب في حدوث حقول جاذبية عالية تؤدي إلى حدوث موجات مد قوية تسمى المد الربيعي، ويظهر الماء وكأنه يقفز إلى أعلى الشاطئ، وعادةً ما تحدث كل أسبوعين ولا يعني أنها تحدث خلال فصل الربيع فقط.
• قوة جاذبية الكواكب الأخرى: بسبب اختلاف سرعات الكواكب ومساراتها تختلف قوة الجاذبية لتغير المسافة بشكل مستمر، ولحساب قوة تأثير محاذاة الكوكب تم حساب الجاذبية عندما يكون في أقرب نقطة لكوكب الأرض، وفي حال اصطفاف كل الكواكب في أقرب نقطة للأرض، فإن أعلى جاذبية يمكن أن تؤثر على شخص يبلغ وزن 100 كجم بمقدار 0.000064 نيوتن، وتعد هذا القوة أضعف ب53 مرة من متوسط قوة الجاذبية للقمر.
• مقارنة جاذبية القمر في الكواكب الأخرى: في الحركة الطبيعية للقمر خلال المدار الشهري تتقلب قوة جاذبية المؤثرة على شخص يبلغ وزنه 100 كجم بمقدار 0.0010 نيوتن، وهي أقوى في 15 مرة من جاذبية جميع الكواكب مجتمعة، ورغم ذلك لا تسبب جاذبية القمر حدوث أي أضرار واضحة، مثل حدوث زلزال أو كوارث مختلفة، أو تأثير على سلوك الإنسان، وهذا يشير إلى أن قوة الجاذبية للكواكب الأخرى التي تعتبر أقل في 15 مرة من القمر لا تؤثر على الأرض في أي شكل من الأشكال.