ماذا يعني اقتران كوكب زحل والمشتري؟

اقتران كوكب زحل والمشتري

لقد تم رصد أول اقتران لكوكب زحل وكوكب المشتري في عام 1623 في النظام الشمسي، وقد كانت هذه الظاهرة حدث فلكياً عظيماً سميّ بالاقتران العظيم (بالإنجليزية: The Great Conjunction of Jupiter and Saturn)، حيث تحرك هذان الكوكبان معاً من خلال محاذاة موقع كوكب المشتري وموقع كوكب زحل، ومن الجدير بالذكر، أن هذه الظاهرة نادرة الحدوث حيث يقدر حدوثها مرة كل عشرين عاماً تقريباً، بالإضافة إلى ذلك، فقد حدث هذا الاقتران في شهر ديسمبر من عام 2020، وكان كان اقتراناً قريباً جداً للكوكبين معاً بحيث يظهران كأنهما يتحركان معاً.^[١]

كيف يحدث اقتران الكواكب؟

تتواجد الكواكب حول الشمس التي تمثل مركز النظام الشمسي، حيث يدور كل كوكب في مدار خاص به حول الشمس، ولا يمكن أن تتداخل هذه المدارات مع بعضها بعضاً، بالإضافة إلى ذلك، فإن درجة ميلان كل مدار تختلف من كوكب إلى آخر، كما أن سرعة دوران كل كوكب حول الشمس تختلف عن غيره، حيث أن سرعة دوران الكوكب في مداره تتأثر ببعد الكوكب عن الشمس وكتلة وكثافة الكوكب.^[٢]

بسبب كل تلك العوامل السابقة، فإنه من النادر أن يتحرك كوكبان معاً بشكل محاذ لبعضهما البعض، وأن تقترن حركتهما معاً، وعلى الرغم من ذلك، فإن ظاهرة اقتران كوكب زحل وكوكب المشتري قد تحدث أحياناً وإن كانت نادرة، فعند حدوث الاقتران، يتحرك كل من هذين الكوكبين بشكل محاذ لبعضها البعض، حيث يكونان في مواقع متقابلة في مداريهما.^[٢]

تجدر الإشارة إلى أن حدوث الاقتران لا يعني تواجد الكوكبين في نفس المنطقة، حيث أن كل كوكب يبقى في مداره الخاص، ولا تتداخل هذه المدارات أبداً، حيث إنه أثناء حدوث الاقتران تظهر الكواكب للراصد من السماء أن الكوكبين معاً، إلا أن كل كوكب يكون فعلياً في مداره الخاص وفي موقع مقابل للكوكب الآخر، وهكذا يظهر اقتران كوكب زحل مع المشتري.^[٢]

كيف يمكن تمييز الكوكبين عند الاقتران؟

يمكن للراصد التمييز بين كل من زحل والمشتري أثناء حدوث الاقتران من خلال موقع كل منهما وصفاته المختلفة، فعلى الرغم من أنهما يبدوان في نفس الموقع، إلا أن كوكب المشتري أقرب للأرض من كوكب زحل، حيث أن كوكب المشتري هو خامس كواكب المجموعة الشمسية، بالإضافة إلى أنه أكبر من كوكب زحل، فهو يعتبر أكبر كواكب المجموعة الشمسية، علاوة على ذلك، يمكن تمييز كوكب المشتري من خلال رصد أقماره الأربع الكبرى، أو من خلال البقعة الحمراء الكبيرة التي تمثل إعصاراً دائم الحدوث على سطحه.^[٣]

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تمييز كوكب زحل من خلال الحلقات المميزة التي تحيط به، فهو أكثر الكواكب احتواءً على الحلقات في مجموعتنا الشمسية، كما أنه أبعد عن كوكب الأرض من كوكب المشتري، فهو سادس الكواكب بعداً عن الشمس، ولذلك فهو يقع في مدار بعد مدار المشتري، وأخيراً، فهو أصغر حجماً من كوكب المشتري، كما أنه يمتلك أقماراً أقل وأصغر حجماً من أقمار المشتري.^[٤]