ما آثار انعدام الجاذبية على رواد الفضاء؟

لا يمكن القول أن فوى الجاذبية في الفضاء معدومة، بل هي قليلة مقارنةً مع جاذبية الأرض أو جاذبية الشمس أو جاذبية أي جسم كبير آخر، فبسبب قوة جاذبية الشمس، تدور الأرض وكواكب المجموعة الشمسية حولها، وبسبب قوة جاذبية الأرض يدور القمر حولها، وتحافظ الأشياء على سطح الأرض على توازنها واستقرارها، ولكن عندما يبتعد جسم صغير على مركز جاذبيته، يتضاعف تأثيرها عليه، وهذا هو الحاصل مع رواد الفضاء، فعند ابتعادهم عن الأرض قليلًا يقل تأثير الجاذبية الأرضية عليهم،[١] ولهذا الشيء آثر عليهم وعلى صحتهم، ومن أبرز هذه الآثار:


الصداع والغثيان والقيء

تتأثر معظم أعضاء الإنسان سلبًا بفعل ضعف الجاذبية في الفضاء منها في الأرض، إذ يظهر على العديد من رواد الفضاء أعراض مثل الصداع والغثيان والقيء، ويرجع سبب ذلك إلى عضو صغير في الأذن الداخلية يسمى الدهليز، يعمل في الحفاظ على توازن جسم الإنسان، وذلك عن طريق تحويل المعلومات المتعلقة بالجاذبية والتسارع التي يمر بها الجسم إلى إشارات كهربائية، ويرسلها إلى الدماغ، لذلك يرتبك الدماغ في الفضاء لاختلاف المعلومات التي يتلقها عند وجود الإنسان على الأرض، إذ يرسل الدهليز في الفضاء معلومات مختلفة عن الجاذبية بالطبع، لكن تزول هذه الأعرض بعد أيام من البقاء في الفضاء، حيث يعتاد الدماغ على المعلومات الجديدة ويزول تأثيرها والأعراض المصاحبة لها.[٢]


وتختلف شدة هذه الأعراض من جسم لآخر فبعض الرواد يختبرون أعراضًا أشد من البعض الآخر، وقليل منهم لا يشعرون بها أصلًا، كما أن هنا احتمال كبير أن يصاب الرواد الذين يقضون فترات طويلة في الفضاء ثم يعودون إلى أرض مثل هذه الأعراض أيضًا.[٢]


ضعف العظام والعضلات

في الجاذبية الأرضية يستخدم الانسان عضلات وعظام جسمه في نشاطاته اليومية، لذلك تبقى العضلات والعظام في حالة جيدة، ولكن يؤثر البقاء في الفضاء لفترات طويلة على عضلات وعظام جسم رواد الفضاء عامةً وعظام الساقين وأسفل الظهر بشكل أكبر، وذلك بسبب ضعف تأثير قوة الجاذبية في الفضاء، يطفو رواد الفضاء، ولا يستخدمون هذه العضلات والعظام للمشي أو للحركة، لذلك تضعف العضلات وتقل كتلة العظام إذا بعد قضاء فترة طويلة هناك.[٢][٣]


ولمنع تفاقم هذه المشكلة، قد يستخدم الرواد أدوية تساعدهم على استعادة قوة عضلاتهم وعظامهم، كما أنهم مجبرون على ممارسة الرياضة حوالي ساعتين يوميًا أثناء إقامتهم في محطة الفضاء الدولية (ISS).[٢]


انتفاخ الوجه

على الأرض، تساعد الجاذبية الأرضية في سحب الدم وسوائل الجسم الأخرى إلى الجزء السفلي من الجسم، ولكن في الفضاء، تكون الجاذبية أضعف منها في الأرض، فتتراكم السوائل في الجزء العلوي من الجسم، لذلك ينتفخ وجه رواد الفضاء، وتتضخم أغشيتهم المخاطية أيضًا، مما يوؤدي إلى احتقان الأنف، ولكن بعد مضي فترة طويلة من الزمن في الفضاء يعتاد الجسم على الجاذبية الجديدة، ويعيد توازن السوائل في الجسم، ويختفي عرض انتفاخ الوجه.[٢]


أيضًا هناك تأثير بقوة الجاذبية الأرضية على رواد الفضاء العائدن من الفضاء بعد مكوثهم فترة طويلة به، حيث يعاني معظمهم من الدوار عند الوقوف بسبب انخفاض ضغط الدم الانتصابي، حيث يصعب توصيل الدم من القلب إلى الرأس، لأن الجاذبية الآن أقوى من جاذبية الفضاء، ففي الفضاء يحتاج القلب إلى قوة أقل منها على الأرض لتوصيل الدم إلى الرأس، مما يسبب الدوار أثناء الوقوف.[٢]



المراجع

  1. "What Is Microgravity?", nasa, Retrieved 16/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح you stay for a long time in space, your,muscles of your lower body. "What Happens to the Human Body in Space?", jaxa, Retrieved 16/11/2022. Edited.
  3. "Effects of Space on the Human Body", lpi.usra, Retrieved 16/11/2022. Edited.