إذا حاول شخصٌ ما الصراخ في الفضاء فبالتأكيد لن يُسمع صوت صراخه، فهي حقيقةٌ علميّة مثبتة أنَّ الصوت لا ينتقل إلا عبر الأوساط الصلبةً، أو السائلة، أو الغازية، ورغم ذلك إلا أنه يوجد الكثير من المواقع الصاخبة في فضاء المجموعة الشمسية بفضلِ امتلاكها أوساطًا تسمحُ لموجاتِ الصوتِ بالانتشارِ؛ كالأغلفةِ الجوّيةِ، والمحيطاتِ، فما هي الفيزياء وراء هذه الأصوات؟ وكيف يتمّ رصدها؟[١]


كيف تنتقل الأصوات في الفضاء؟

يعرّف الصوت في علمِ الفيزياء بأنه اضطراب ميكانيكيّ ينتشر في الأوساط الماديّة وينتقل على شكل موجات طولية واهتزازات متكررة تقاس بوحدة الهيرتز، إذ تحمل الجزيئات المتصادمة مع بعضها هذه الموجات لأماكن متفرّقة، وتختلف أنواع الموجات الصوتية بحسب الوسط الذي تنتقل فيه،[٢] وتتراوح ترددات الأصوات التي تستطيع النفس البشرية سماعها ما بين 20 إلى 20 ألف هيرتز.[٣]

  • رغم أنّ الفضاء بين الكواكب والنجوم ليس فارغًا تمامَا، فإنّ جزيئات الغاز والغبار تتوزع بشكل خفيف وغير فعّال لاعتباره وسطًا ناقلًا ومتصلًا يسمحُ بانتقالِ الموجات الصوتية بشكلٍ مباشر، وعلى الجهة الأخرى في بعض مواقع النظام الشمسيّ مواقع قد تكون صاخبةً جدًا ويتوفر لديها وسط يسمح بالانتشار؛ كالأغلفة الجويّة والمحيطات.[٤]
  • ينتقل الصوت على شكل اهتزازات كهرومغناطيسيّة في موجات ليست صوتيّة مباشرة، لكن مع تطور العلمِ أصبح ممكنًا سماع هذه الأصوات عن طريق الأدوات الخاصة التي صممتها وكالة الفضاء ناسا والتي تقوم بالتقاط الأصوات في الفضاء.[٥][٦]


أصوات الكواكب

في ما يلي بعض الأمثلة على الكوكاب التي تصدر أصوات خاصة بها:[٧]

  • الأصوات القادمة من القمر تيتان (Tetan)، والمذنّب 67P: حطّت المركبة هويغينز (Huygens) الأوروبية في عام 2005 ميلاديّ على أكبر أقمار كوكب زحل وهو قمر تيتان، وقد سجلّت أصواتًا تشير إلى ارتطام الرياح المحيطةِ في المركبة وهي تطفو على السطحِ، وكانت تجربةً مفيدةً لمعرفة كيفية تغير ضغط الغلاف الجوّي لتيتان ليستخدم فيما بعد للتنبؤ بنموذج دوران تيتان حول زحل.
  • أصوات كوكبي المشتري وزحل: هنالك أصوات قادمة من كوكب المشتري ومن حلقات زحل، ولا تكون هذه الأصوات على شكل تسجيلات مباشرة، وإنّما على شكل اهتزازات كهرومغناطيسية تحوّل إلى إشارات صوتية غريبة جدًا.
  • أصوات كوكب المريخ: تشبّه أصوات كوكب المرّيخ بالأصوات التي يرصدها مايكروفون في صحراء، فمثلًا ترسيب حبيبات الرمل على سطح المرّيخ يطلق أصواتًا، وسرعة اختلاف الرياح كذلك تطلق أصواتًا، وقد تمكنت ناسا من رصد هذه الأصوات عن طريق مركبة أبورتيونيتي (Opportunity) التي استمرت 11 عامًا، وكما في كوكب المشتري وحلقات زحل، لم يتم استقبال الأصوات بشكل مباشر من المرّيخ، وإنّما تمّ تحليل الموجات وترجمتها على شكل صوتيّ.


مخططات مستقبلية لسماع أصوات الكواكب

تمّ إرسال بعثة إلى المريخ عام 2020 ميلاديّ بغرض سماع أصوات المرّيخ بواسطة مايكروفون جديد ومتخصص، فهو أداة تتميز بأنّها لا تقيس التسارع كما كان الحال في ميكروفونات تيتان والمرّيخ سابقًا، بل يعمل عن طريق قياس التركيب الكيميائي للصخور والتربة من خلال تبخيرها بواسطة التحليل الطيفي المحفّز بالليزر، وتكمن طريقة عمله بإطلاق الليزر على الهدف، فينفجر الهدف كالبلازما منتجًا موجة ضغط حادّة جدًّا، وتتناسب هذه الإشارات طرديًا مع الكتلة التي تعرّضت للتدمير، وسيتمّ اختيار مجموعة كبيرة من الأصوات لدراستها على المرّيخ.[٥]


المراجع

  1. Monica Grady (5-8-2016), "What Does The Solar System Sound Like?", Science alert, Retrieved 28-4-2021. Edited.
  2. University of Toronto, what is sound, Page 1-2. Edited.
  3. Sarah C. P. Williams (30-9-2014), "Sounds you can't hear can still hurt your ears", Science, Retrieved 2-5-2021. Edited.
  4. "What Does The Solar System Sound Like?", Science Alert, 5-8-2016, Retrieved 2-5-2021. Edited.
  5. ^ أ ب "كيف يبدو صوت النظام الشمسي؟"، ناسا بالعربي، 31-8-2021، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2021. بتصرّف.
  6. "Spooky Space 'Sounds'", NASA, 26-10-2017, Retrieved 28-4-2021. Edited.
  7. Monica Grady (27-7-2016), "What does the solar system sound like?", The Conversation, Retrieved 28-4-2021. Edited.