لماذا كوكب نبتون بارد؟

يعد كوكب نبتون (بالإنجليزيّة: Neptune) الكوكب الثامن والأبعد في المجموعة الشمسيّة؛ حيث يقع على مسافة 4.5 مليار كيلومتر من الشمس، ويعتبر من الكواكب العملاقة الجليديّة، إذ تتكون أغلب كتلته من سائل كثيف ساخن من المواد الجليديّة (الماء، والميثان، والأمونيا)، ويعادل حجم كوكب نبتون ما يقارب أربعة أضعاف حجم الأرض، كما يمتلك 14 قمرًا، و5 حلقات رئيسية على الأقل، و4 أقواس حلقية.^[١][٢]

درجة حرارة كوكب نبتون

نتيجة بُعد كوكب نبتون عن الشمس الذي يُقدّر بحوالي مليارات الكيلومترات، فهي غير قادرة على إذابة القمم الجليديّة على هذا الكوكب؛ ولذلك فإن متوسط درجة الحرارة لكوكب نبتون تعادل 210 درجة مئوية تحت الصفر، ويتشارك كوكب أورانوس مع كوكب نبتون بأنه كوكب شديد البرودة أيضًا، حيث تم تسجيل درجات حرارة عليه بأدنى من تلك الموجودة على كوكب نبتون؛ وذلك يعود إلى كيفية دورانه، ومحوره الذي يغير زاويته إلى الشمس، وفيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بالغلاف الجوي لهذا الكوكب:^[٣][٤]

• يتكون الغلاف الجوي لكوكب نبتون من الهيدروجين، والهليوم، والميثان، ويمتد هذا الغلاف إلى أعماق كبيرة، ويندمج تدريجيًا في الماء والجليد الذائب فوق لُب صلب أثقل منه، حيث يعادل ما يقارب نفس كتلة الأرض، ويقوم الميثان تحديدًا من هذه المكونات بامتصاص اللون الأحمر وعكس الضوء الأزرق للخارج، وهذا الذي يكسبه اللون الأزرق.^[٥]
• توجد العديد من أنماط السحب الموجودة على كوكب نبتون، والتي تختلف باختلاف الارتفاع؛ حيث تساعد درجات الحرارة الباردة جدًا أعلى طبقات الغلاف الجوي سُحب الميثان في التكثف، ومن الممكن أن نرى سُحبًا من الجليد المائي عند ضغط 50 بارًا، وتوجد أسفلها سحب من كبريتيد الهيدروجين والأمونيا، وفي أماكن أبعد يمكن العثور على سحب من كبريتيد الهيدروجين، وكبريتيد الأمونيوم، والأمونيا، والماء، وتوجد سُحب على ارتفاعات عالية جدًا تشبه الضباب الدخاني من الهيدروكربونات.^[٦]
• تعتبر الأحوال الجوية على كوكب نبتون قاسية؛ حيث تتسم رياحها بأنها قوية جدًا تصل سرعتها إلى ما يقارب 2.100 كيلومتر في الساعة، وهي أسرع بثلاث مرات من الرياح الموجودة على كوكب المشتري، وتسع مرات من الرياح الموجودة على كوكب الأرض، وتتحرك بشكل معاكس إلى الخلف في أنظمة الضغط العالي، ومن الجدير بالذكر أن كوكب نبتون لا يمتلك سطحًا؛ حيث اتفق العلماء أن السطح هو المكان الذي يكون فيه الضغط يُكافئ الضغط الموجود عند مستوى سطح البحر على الأرض.^[٧]

الظواهر المناخية في كوكب نبتون

فيما يلي بعض الظواهر المناخية على كوكب نبتون:

السحب السمحاقية (Cirrostratus Clouds)

هي عبارة عن غيوم عالية المستوى تشبه الصفائح، وتتكون من بلورات الجليد، كما تتسم بأنها شفافة نسبيًا، حيث أنه من الممكن رؤية الشمس أو القمر من خلالها، ويتم تمييزها من خلال وجود هالات تحيط بالشمس أو القمر، كما تنتج هذه الهالات بسبب انكسار الضوء بواسطة بلورات الجليد في السحابة، وقد يصل سمك هذه السحب السمحاقية إلى عدة آلاف من الأقدام، كما تزداد سماكتها وتستبدل بأنواع السحب المنخفضة والأكثر كثافة مع اقتراب الجبهة الدافئة.^[٨]

البقعة الحمراء العظيمة (The Great Red Spot)

هي عبارة عن سحب تتكون من غاز الميثان المتجمد، إذ تتجول هذه البقع الحمراء العظيمة حول الكوكب بحرية أكبر قبل مجيء الرياح المرتفعة التي تقوم بتمزيقها كما قال الباحثون، حيث تُقدّر سرعة الرياح ما يقارب 100 متر في الثانية، وتمت ملاحظة البقع الحمراء العظيمة منذ عام 1830م بشكل مستمر، كما تحدث كل 4-6 سنوات، وتستمر كل منها لمدة سنتين، وقد يصل بعضها الآخر إلى ست سنوات.^[٩]

حقائق عن كوكب نبتون

فيما يلي بعض الحقائق حول كوكب نبتون:^[١٠]

• يستغرق كوكب نبتون 164.8 سنة أرضية للدوران حول الشمس؛ حيث أكمل في 11 يوليو عام 2011 أول مدار له منذ أن تم اكتشافه عام 1846م.
• تم اكتشاف الكوكب من قبل جين جوزيف لو فيرييه؛ حيث سُمّي الكوكب في البداية باسم لوفيرييه، ثم استبدل باسم نبتون والذي يعني إله البحر الروماني.
• يبعد كوكب نبتون عن الشمس ما يقارب 30 ضعف المسافة من كوكب الأرض إلى الشمس.
• ساعدت المركبة الفضائية فوييجر 2 التي حلقت إلى كوكب نبتون عام 1989م في الحصول على معلومات مهمة جديدة حول حلقات كوكب نبتون، وعدد الأقمار، والغلاف الجوي، والدوران.
• يحتوي الجزء الداخلي لكوكب نبتون على كل من اللُب، والغطاء؛ إذ يعد اللُب فيه صخريًا، وتساوي كتلته 1.2 مرة كتلة الأرض، كما يعد الغطاء سائلًا وشديد السخونة والكثافة، يتألف من الماء، والأمونيا، والميثان، ويعادل ما بين 10-15 ضعف كتلة الأرض.
• يعرف تريتون بأنه أحد أقمار كوكب نبتون، إذ يدور بعكس اتجاه دوران الكوكب، وهو أبرد جسم معروف في النظام الشمسيّ؛ حيث تصل درجة حرارته إلى 235 درجة مئوية تحت الصفر.