ما هو الكوكب البارد؟

أورانوس أبرد كوكب

سابقًا كان يعتقد غالبية البشر أن كوكب نبتون (بالإنجليزية: Neptune) هو أبرد كوكب في النظام الشمسي، وذلك بسبب بعده الكبير عن الشمس ودرجة حرارته التي تبلغ -214 درجة مئوية، إلى أن اكتشفوا العلماء أن أبرد كوكب في النظام الشمسي هو كوكب أورانوس (بالإنجليزية: Uranus)، الذي يمتلك أدنى درجة حرارة تم التوصل إليها والتي تُعادل -224 درجة مئوية تقريبًا، وعلى الرغم من كونه أقرب للشمس من كوكب نبتون إلا أنه أشد برودة، وتجدر الإشارة إلى أن لقب الكوكب البارد كان قد حظي به مسبقًا كوكب بلوتو (بالإنجليزية: Pluto) قبل أن يُعاد تصنيفه في عام 2006 ليعرف باسم الكوكب القزم، أما حاليًا عند الحديث عن الكوكب البارد فنحن بالطبع نقصد كوكبي نبتون وأورانس، حيث يمتلك نبتون لديه أبرد متوسط ​​درجة حرارة، بينما يحظى أورانوس بأبرد درجات حرارة مسجلة.^[١]

السبب وراء برودة كوكب أورانوس

يتساءل البعض عن كون كوكب أورانوس أبرد الكواكب في المجموعة الشمسية، رغم أن كوكب نيبتون هو أبعدها عن الجسم، وقد وضع العلماء عدد من الفرضيات التي تفسر برودة كوكب أورانوس الشديدة، ومنها ما يلي:^[٢]

• الحمل الحراري في غلاف كوكب أورانوس الجوي يتم تثبيته بطريقة ما، بحيث لم يجد العلماء حركة دورانية لمكونات الغلاف كما يحدث عادةً في الأغلفة الجوية للكواكب الأخرى.
• فقدان كوكب أورانس معظم حرارته البدائية في وقت مبكر تكوينه، إذ يُعتقد أن شيئًا ما بحجم كوكب المريخ أو الأرض قد اصطدم بكوكب أورانوس في بداية تكون النظام الشمسي، مما تسبب في خسارة هائلة للحرارته الداخلية.
• الميزة الغريبة التي يمتلكها محور كوكب أورانوس، إذ إن محوره يميل بشدة عن مداره بأكثر من 97 درجة، ليتدحرج بشكل أساسي مع قطبه في مستواه المداري، وينتج عن هذا الميل الكبير في محوره مواسم غير عادية على سطح كوكب أورانوس في مداره البالغ 84 عامًا حول الشمس، ليتعرض بذلك أحد أقطاب الكوكب لضوء الشمس المستمر لمدة 42 عامًا، بينما يبقى القطب الآخر في الظلام، ثم ينقلب الوضع بعد مدة 42 عامًا.

قياس درجة حرارة الكواكب

يقوم العلماء عادةً عند رغبتهم في دراسة كوكب ما أو اكتشاف درجة حرارته؛ بإرسال مجسات لدراسة الغلاف الجوي الخاص بالكوكب هذا في حال الكوكب قريب من كوكب الأرض ككوكب المريخ مثلًا، إلا أنه يصعب القيام بذلك بالنسبة للكواكب البعيدة مثل نبتون وأورانوس، فبدلاً من ذلك، يقوم العلماء بتحديد مدى برودة هذه الكواكب بقياس درجة حرارتها من سطح الأرض، دون الاقتراب من الكوكب ذاته، ويتم ذلك بدراستهم للإشعاع الضوئي المنبعث من الكوكب البعيدة، والذي يُمكن العلماء عند تحليله من التعرف على أنواع الذرات والجزيئات التي يتكون منها الغلاف الجوي للكوكب البعيد، وتتيح هذه المعلومات للعلماء معرفة درجة حرارة الكوكب بالضبط، إذ تعمل الذرات والجزيئات عندها ككاشفٍ لدرجة حرارة الكوكب.^[٣]