تتسبب حركة الأجرام السماوية المستمرة وقوة الجاذبية وتغيرات داخل النظام الأساسي للنجوم بتكوين العديد من الظواهر الفلكية، ويمكن رؤية بعض الأحداث بالعين المجردة وتحت ظروف مناسبةٍ، وبعضها يتكرر مرة كل عدة قرون.[١]
خسوف القمر (Lunar Eclipse)
هو ظاهرة فلكية تحجب فيها الأرض نور شمس، تحدث ثلاث مراتٍ على الأكثر خلال العام الواحد، وله ثلاثة أنواع هي الخسوف الكلي (Total lunar eclipse)، والخسوف الجزئي (Partial lunar eclipse)، وخسوف شبه الظل (Penumbral lunar eclipse).[٢]
كيفية حدوثه
يحدث خسوف القمر نتيجة اصطفاف كل من الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة، حيث تقع الأرض بين الشمس والقمر، وبسبب ذلك يقع القمر في منطقة ظل الأرض، ويختلف نوع خسوف القمر حسب نوع ظل الأرض الساقط عليه، فظل الأرض له نوعان، الأول يسمى بالظل (Umbra)، وهو ظلام كلي، والآخر يسمى بشبه الظل (Penumbra) وهو ظل خارجي جزئي، وفيما يلي كيفية حدوث كل نوع من أنواع الخسوف الثلاثة:[٢]
- الخسوف الكلي: يحدث الخسوف الكلي للقمر عند وقوع القمر كاملًا في منطقة الظل، ويكون اصطفاف الأجرام الثلاثة في هذا النوع من الخسوف مثاليًا.
- الخسوف الجزئي: يحدث الخسوف الجزئي عند وقوع جزء من القمر في منطقة الظل، والجزء الآخر في منطقة شبه الظل، وفي هذا النوع لا يكون الاصطفاف مثاليًا كما في الخسوف الكلي، ويمكن أن يحدث الخسوف الجزئي كمرحلة سابقة ولاحقة للخسوف الكلي.
- خسوف شبه الظل: يحدث خسوف شبه الظل عند وقوع القمر في منطقة شبه الظل فقط، وقد لا يلاحظ ما لم تتم مراقبته بشكل جيد.
أثره على الأرض
يختلف شكل القمر أثناء الخسوف بالنسبة للمشاهد من الأرض حسب نوع الخسوف، وفيما يلي شكل القمر في الأنواع الثلاثة:[٢]
- الخسوف الكلي: لن يختفي القمر تمامًا أثناء الخسوف الكلي، لكنه سيُلقى في ظلام غريب، ويكون جزء من ضوء الشمس الذي يمر عبر الغلاف الجوي للأرض مبعثرًا، ومنكسرًا، أو منحنيًا، فيعاد تركيزه على القمر مما يمنحه توهجًا خافتًا أثناء الخسوف الكلي، ويمكن أن تحدث نتيجة ذلك ظاهرة القمر الدامي (Blood Moo)، وفيها يصطبغ القمر باللون الأحمر أو باللون النحاسي؛ وذلك نتيجة عبور اللون الأحمر فقط من ضوء الشمس من الغلاف الجوي للأرض وسقوطه على القمر، وصد الغلاف الجوي لبقية الألوان.
- الخسوف الجزئي: يغطي ظل الأرض خلال هذا النوع من الخسوف جزءًا من القمر يظهر على شكل قضمة.
- خسوف شبه الظل: يكون القمر مغطىً تمامًا بظل الأرض في هذا النوع، ويميزه فقط من يراقب السماء باستمرار.
كسوف الشمس (Solar Eclipse)
هو ظاهرة فلكية يقع فيها القمر بين الشمس والقمر، تحدث من مرتين إلى خمس مرات في العام الواحد، وله أربعة أنواع هي: الكسوف الكلي (Total solar eclipse)، والكسوف الجزئي (Partial solar eclipse)، والكسوف الحلقي (Annular solar eclipse)، والكسوف الهجين (Hybrid solar eclipses).[٣]
كيفية حدوثه
يحدث كسوف الشمس نتيجة اصطفاف كل من الشمس والقمر والأرض على استقامةٍ واحدة، حيث يقع القمر بين الشمس والأرض، وبسبب ذلك تقع الأرض في منطقة ظل القمر، ويختلف نوع الكسوف حسب موقع القمر بين الشمس والأرض، ونوع ظله الساقط على الأرض، فظل القمر نوعان، الأول يسمى بالظل (Umbra)، وهو حيث يكون ضوء الشمس معدومًا، ويكون على شكل مخروط، والآخر يسمى بشبه الظل (Penumbra)، وهو أخف من النوع السابق، فضوء الشمس فيه يكون خافتًا، ويكون على شكل قمع، وتوجد منطقة تسمى بما وراء الظل (Antumbra)، وهي امتداد لمنطقة الظل بعد نهاية المخروط، وفيما يلي كيفية حدوث كل نوع من أنواع الكسوف الأربعة:[٣]
- الكسوف الكلي: يحدث الكسوف الكلي للشمس عندما يكون القمر على مسافة من الأرض تجعل حجمه الظاهري كافيًا ليغطي قرص الشمس عند مروره بينهما، وفي هذه الحالة تكون الأرض واقعة في منطقة الظل.
- الكسوف الجزئي: يحدث هذا النوع عند وقوع الأرض في منطقة شبه الظل.
- الكسوف الحلقي: يحدث الكسوف الحلقي عندما يكون القمر على مسافة من الأرض تجعله صغيرًا ليغطي قرص الشمس كاملًا عند مروره بينهما، وفي هذه الحالة تكون الأرض واقعة في منطقة ما وراء الظل.
- الكسوف الهجين: يحدث الكسوف الهجين عندما يكون القمر قريبًا من الحد الذي تكون فيه الأرض في منطقة الظل، وفي معظم الحالات يبدأ الكسوف الهجين بكسوف حلقي وينتهي بكسوف كلي.
أثره على الأرض
يختلف شكل الكسوف بالنسبة للمشاهد من الأرض حسب نوعه، وفيما يلي شكله في الأنواع الأربعة:[٣]
- الكسوف الكلي: يختفي قرص الشمس كليًا في هذا النوع، وتظهر هالة حول القمر، ويستمر لسبع دقائق و31 ثانية كأقصى مدة له.
- الكسوف الجزئي: يبقى جزء من قرص الشمس ظاهرًا خلال الكسوف الجزئي، ويعتمد مقدار ما تبقى من الشمس في الرؤية على الظروف المحددة.
- الكسوف الحلقي: تظلم السماء إلى حد ما، وعلى الرغم من أن القمر كاملًا يكون داخل قرص الشمس، إلا أنه لا يغطيه كاملًا، بل يبقى جزء من القرص على شكل حلقة حول القمر، فيكون القمر محاطًا بما يشبه الحلقة النارية، وأقصى مدة للكسوف الحلقي هي 12 دقيقة و30 ثانية.
- الكسوف الهجين: يبدأ الكسوف حلقيًا ويتحول إلى كلي.
الشفق القطبي (Aurora)
هي ظاهرة فلكية تحدث بالقرب من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي، وتتمثل بظهور أضواء ملونة في السماء، ويطلق عليها عندما تحدث في النصف الشمالي للكرة الأرضية (Aurora borealis)، أما في النصف الجنوبي فيطلق عليها (Aurora australis).[٤]
كيفية حدوثه
ترسل الرياح الشمسية جزيئات الطاقة الشمسية المشحونة عبر الفضاء، وإذا عبرت قرب كوكب الأرض، فإن مجال هذه الجزيئات المغناطيسي يتفاعل مع الغلاف الجوي للأرض، وبمجرد تصادم هذه الجسيمات مع ذرات وجزيئات الغلاف الجوي، فإن جزيئات الغلاف الجوي تُثار وتضيء بالشفق القطبي.[٤]
أثره على الأرض
تعد كل من ألاسكا، وكندا، والسويد، والنرويج، وفنلندا من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة، وتكون ظاهرة في فصل الشتاء بشكل أوضح منه في فصل الصيف، وتشمل ألوان الشفق القطبي الأبيض، والبرتقالي، والبنفسجي، والأزرق، والأصفر، والأخضر، والوردي، ويختلف اللون الناتج باختلاف جزيئات الغلاف الجوي المصطدمة بالجسيمات، فعندما تصطدم الجسيمات بالنيتروجين فإنها تنتج ألوانًا زرقاء، وبنفسجية، وحمراء، وتؤدي التفاعلات مع الأكسجين إلى إنتاج ألوان خضراء، وصفراء، وزرقاء، وتتأثر الألوان أيضًا بالارتفاع، إذ يظهر اللونان البنفسجي والأرجواني على ارتفاع 97 كم تقريبًا، والأزرق يظهر على ارتفاع 97 كم، بينما يظهر الضوء الأخضر على ارتفاع 241 كم تقريبًا، أما اللون الأحمر فيظهر على ارتفاعات أعلى من 241 كم.[٤]
القمر العملاق (Supermoon)
هو ظاهرة فلكية يكون فيها القمر أقرب ما يمكن للأرض، فيظهر أكبر بنسبة 14% وأكثر لمعانًا بنسبة 30% من القمر المعتاد، وتحدث هذه الظاهرة مرة في العام على أكثر تقدير.[٥]
كيفية حدوثه
حتى تحدث ظاهرة القمر العملاق يجب أن تتوافر ثلاثة شروط هي أن يكون القمر بدرًا، وأن يكون في الجهة المقابلة للشمس بالنسبة للأرض، وأن يكون في أقرب نقطة له للأرض وتسمى بالحضيض.[٥]
أثره على الأرض
عندما يكون القمر بدرًا فإن محاذاة الأرض والقمر والشمس تجلب مدًا واسع النطاق يُعرف باسم المد الربيعي، وخلال هذه الفترة يكون معدل المد والجزر أعلى من الطبيعي، أما خلال حدوث ظاهرة القمر العملاق فإن تأثيرات المد الربيعي تتزايد.[٦]
زخات الشهب (Meteor Shower)
هي ظاهرة فلكية يظهر خلالها عدد من الشهب تتساقط على الأرض من نقطة واحدة في سماء الليل.[٧]
كيفية حدوثها
تنشأ هذه الشهب بسبب تيارات من الحطام الكوني تسمى النيازك، تدخل هذه التيارات الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية للغاية في مسارات متوازية.[٧]
أثرها على الأرض
يسبب ارتطامها بالأرض عدة أشكال؛ حفر على شكل الفوهات وأخرى كالأوعية، وقد ينتج من الارتدادات الكبيرة أشكالًا تشبه الأحواض.[٨]
ظواهر فلكية نادرة
فيما يلي بعض الظواهر الفلكية نادرة الحدوث:
- عبور الكواكب (Planetary Transits): وهو عبور كوكب بين الأرض والشمس، وهذه الظاهرة تحدث فقط لكوكبي الزهرة وعطارد؛ لأنهما الكوكبان الوحيدان الواقعان بين الأرض والشمس، ويعد الحدثان حدثين نادرين، فعبور الزهرة يحدث أربع مرات كل 243 عامًا، بينما يحدث عبور كوكب عطارد 13 مرة في القرن الواحد.[٩]
- المحاذاة الكوكبية (Planetary Alignment): وتعني أن تكون كواكب المجموعة الشمسية الثمانية على نفس الاستقامة، وحصلت هذه الظاهرة سابقًا في عام 949م، وستكون المرة القادمة في تاريخ 6 مايو من عام 2492م.[١٠]
- المذنبات (Comets): هي أجسام صغيرة يشكل الجليد النسبة الأكبر من تكوينها، وتدور في مدارات حول الشمس، وعند اقترابها منها يتحول الجليد مباشرة إلى غاز، وإلى جانب جزيئات الغبار المحبوسة تنتج هالة مشرقة حول نواته تسمى ذؤابة المذنب، ومن الأمثلة عليها:[١١][١]
- مذنب تشوريوموف-جيراسيمنكو: يكمل دورة كاملة حول الشمس كل 6 أعوام.
- مذنب هالي: يكمل دورة كاملة حول الشمس كل 75 عامًا.
- مذنب هايل بوب: يكمل دورة كاملة حول الشمس كل 2392 عامًا.
المراجع
- ^ أ ب "10 Rarest And Amazing Astronomical Events", themysteriousworld, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Robert Roy Britt (27/11/2020), "Lunar eclipses: What are they & when is the next one?", space, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Joe Rao (14/12/2020), "Solar eclipses: When is the next one?", space, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Geoffrey Migiro (2/5/2018), "What Causes The Aurora?", worldatlas, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Supermoon", nationalgeographic, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ Daisy Dunne (31/1/2018), "What is a supermoon?", sciencefocus, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "METEOR SHOWER CALENDAR 2021-2022", amsmeteors, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ Space.com Staff (10/6/2017), "Meteor Showers and Shooting Stars: Formation, Facts and Discovery", space, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ Sara Khattab (3/8/2018), "Rare Astronomical Phenomena", bibalex, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ Nigel Amaya (25/5/2018), "Do All The Planets Ever Line Up?", worldatlas, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ Armand H. Delsemme, "Comet", britannica, Retrieved 14/4/2021. Edited.