كم عمر القمر؟

تقديرات عمر القمر

يشير تحليل جديد للصخور القمرية التي جلبها رواد فضاء مركبة أبولو إلى الأرض إلى أن القمر تشكل قبل 4.51 مليار سنة أو أكثر أو أقل بـ 10 ملايين سنة فقط، أي بعد 60 مليون سنة من تشكل النظام الشمسي نفسه، وتضمنت تقنيات التأريخ التي استخدمت لتحديد عمر القمر تحليل المكونات الكيميائية لمعدن وجد ضمن العينات القمرية المسماة الزركون، حيث ساعدت دراسة هذا المعدن علماء الفضاء في تقدير وقت تصلب وتشكل القمر وهي العملية الأساسية التي غالبًا ما تُعتبر بداية حياة القمر.^[١]

فرضيات تكون القمر

فيما يلي ملخص موجز لأبرز النظريات التي توصل إليها العلماء على مر العصور لشرح أصل تكون القمر الطبيعي للأرض:

فرضية تأثير الكوكب العملاق

يتفق العديد من العلماء على فرضية تأثير الكوكب العملاق، والتي تقول أنه منذ حوالي 4.51 مليار سنة، كانت الأرض كتلة ملتهبة ومتغيرة غير ثابتة الشكل، وخلال ذلك الوقت اصطدمت بكوكب أولي يسمى ثيا، والذي عمل على تحطيم جزء من الكتلة الصخرية من الأرض وأرسلها إلى الفضاء، ليتجمع على مدى ألفي عامٍ بعدها هذا الحطام، ويشكل القمر الطبيعي لكوكب لأرض.^[٢]

فرضية اصطدام الكواكب

اقترح بعض العلماء أن القمر تكون نتيجة تكاثف الحطام الناتج عن اصطدامات الكواكب الصغيرة باللبنات الأساسية التي شكلت الأرض والمريخ والكواكب الأخرى كاملةً وذلك بعد فترةٍ وجيزة من تشكل النظام الشمسي، وهنالك القليل فقط من هذه الأدلة التي تدعم فرضية اصطدام الكواكب، والتي لا يمكنها أيضًا تفسير أوجه التشابه الجيوكيميائية بين الأرض وقمرها الطبيعي.^[٣]

فرضية التكوين المشترك

افترض العلماء أيضًا أن يكون القمر قد تشكل بذات الوقت التي تشكلت فيه الأرض أي منذ 4.5 مليار سنة، واندمج من الغاز والغبار في نفس الجزء من القرص الكوكبي الأولي لنظامنا الشمسي، في حين أن هذه الفرضية يمكن أن تفسر أوجه التشابه النظيرية بين الأرض والقمر، إلا أنها عجزت عن تفسير نواحٍ أخرى، إذ لم تستطع أن تُفسر الزخم الزاوي لنظام الأرض والقمر، أو لماذا يمتلك القمر نواةً حديديةً صغيرة عند مقارنته بكوكب الأرض.^[٣]

فرضية الانشطار النووي

اقترح جورج ابن تشارلز داروين في القرن التاسع عشر نظريةً تفترض أن المادة التي شكلت القمر قد تم قذفها إلى الفضاء بواسطة الأرض المنصهرة سريعة الدوران في الأيام الأولى جدًا من تكون النظام الشمسي، إلا أن معظم العلماء استبعدوا فرضية الانشطار؛ قائلين إن الأرض لا يمكن أن تدور بسرعة كافية لطرد كتلة ضخمة من الصخور التي تشكل بواقع الأمر القمر، لكن إحدى الدراسات التي أجريت عام 2010م أشارت إلى أن الانفجار النووي الطبيعي، الذي يتم إنشاؤه بواسطة التركيز الفائق للعناصر المشعة، ربما يكون قد وفر مقدار دفع كافٍ لإزاحة قطعة بحجم القمر من الأرض إلى المدار الفضائي.^[٣]