تعتبر كلمة المذنب (بالإنجليزية: Comet) يونانية الأصل، وتعني طويل الشعر، حيث تعرف المذنبات بأنها عبارة عن كرات ثلجية تتكون من الصخور، والغازات المتجمدة، والغبار، والتي تدور جميعها في مدارات حول الشمس، وقد يصل عرضها إلى ما يقارب عشرات الكيلومترات، كما تتشكل المذنبات من أربعة أجزاء: النواة، والذؤابة، والذيل الأيوني، وذيل الغبار، وتتميز المذنبات بأنها تدور في مدارات حول الشمس بشكل انحرافي أكثر من غيرها من الأجسام الأخرى الموجودة في النظام الشمسي، وتساعد المذنبات الفلكيين في دراسة نشأة الكواكب والشمس.[١][٢]


مذنب آيسون

قام عالِما الفلك فيتالي نيفسكي، وأرتيوم نوفيتشونوك بالتقاط صور لمذنب في سبتمبر عام 2012 باستخدام تلسكوب آيسون، ومن هنا جاءت تسميته باسم مذنب آيسون نسبة لاسم تلسكوب الشبكة العلمية البصرية الدولية (بالإنجليزية: Telescope for the International Scientific Optical Network)؛ حيث تختصر بكلمة آيسون (بالإنجليزية: ISON)، وتوصل الفلكيون إلى أن مذنب آيسون يبعد 940 مليون كيلومتر عن الشمس، كما يبعد أيضًا ما يقارب 1 مليار كيلومتر عن الأرض في كوكبة السرطان، ورغم ابتعاده عن الأرض، فقد استطاعت مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا في فبراير عام 2013 من أخذ سلسلة من الصور للمذنب، وأكثر ما لفت نظر علماء الفلك في مذنب آيسون عن غيره أنه بالرغم من بعده الشاسع عن الشمس فهو شديد النشاط.[٣]


رؤية مذنب آيسون

بدأت رحلة مذنب آيسون بالاتجاه نحو الشمس منذ دهور؛ عندما مرت النجوم، أو السحب بين النجوم على مدى سنة ضوئية، أو سنتين من الشمس، ونتج من هذا التلاقي ما يسمى بسحابة أورت (Oort Cloud)؛ والتي تملك حوالي تريليون مذنب، ونتيجة سطوع مذنب آيسون بشكل مناسب؛ تمكن الفلكيين بواسطة التلسكوبات الكبيرة، والمتوسطة الحجم من التقاط صور له في أوائل شهر أكتوبر.[٤]


كما تزداد سرعة المذنب مع اقتراب موعد اللقاء مع الشمس في أواخر نوفمبر ليصبح ملفتًا للنظر في السماء في 18 نوفمبر، هذا الاقتراب الشديد للمذنب من الشمس يجعل المذنب قريبًا من عطارد وزحل؛ حيث يعتبر أفضل وقت لرؤية هؤلاء الثلاثة معًا في فجر يوم 24 نوفمبر، بما يقارب 45 دقيقة قبل شروق الشمس، وفي 28 نوفمبر يكون المذنب في أقرب وضع إلى الشمس، حيث تمكن الفلكيون بواسطة مرصد الشمس، والهيليوسفير التابع لوكالة ناسا من التقاط أفضل المناظر لهذا اللقاء بين المذنب آيسون والشمس، ويستمر مذنب آيسون في رحلته حتى أواخر شهر ديسمبر باتجاه الشمال، وصولًا إلى أورسا مينور.[٥]


خصائص مذنب آيسون

حجم مذنب آيسون

يتسم المذنب آيسون بأنه ذو حجم صغير؛ اعتمادًا على الملاحظات الصادرة من مركبة استكشاف المريخ الخاصة بوكالة ناسا، حيث يقدر الفلكيون بأن قطره قد يبلغ أقل من 600 متر تقريبًا، وبعضهم أقر بأن نواته تتراوح بين 100 إلى 10,000 متر؛ وذلك نتيجة فقدان كبير في كتلة نواته.[٦]


مكونات مذنب آيسون

تتكون النواة من الغبار، والجليد؛ حيث تضرب الشمس نواة المذنب، وبالتالي يغلي الجليد، وتصدر هذه العملية جزيئات غبار؛ ونتيجة ذلك تتكون سحابة من الغبار، والغاز تسمى ذؤابة (coma)، قد تمتد لمليون كيلومتر أو أكثر، ويؤدي قيام ضوء الشمس بنزع الإلكترونات من جزيئات الغبار إلى تكون غاز أزرق اللون، يتحرك بشكل مستقيم نتيجة تحريك الرياح للغاز بعيدًا عن المذنب، بينما الغبار الذي يسحب بعيدًا عن الشمس يقوم بعكس ضوء الشمس، وهذا هو سبب لون ذيل الغبار باللون الأبيض إلى الأصفر الباهت.[٧]


مدار مذنب آيسون

يرتبط هذا المذنب بمدارات الكواكب الداخلية بشكل شديد الانحراف، وغير مفهوم، وعندما يتأرجح مذنب آيسون حول الشمس، تقوم الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا بمراقبة لقاء الشمس مع هذا المذنب من أجل دراسة كيف يستجيب مذنب آيسون مع حرارة الشمس القوية، واستطاعوا نتيجة ذلك تحديد حجم الجسم الجليدي للمذنب بما يقارب 5 كيلومترات، كما يظن العلماء أن هذا الحجم يساعد مذنب آيسون في البقاء على قيد الحياة أثناء مروره عبر الممر الشمسي الناري، وعندما ينجو مذنب آيسون؛ فإنه من الممكن رؤيته في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، ونتيجة بعده عن الشمس، فإن سطوعه يقل بسرعة، إلى أن يصل إلى أقرب نقطة من الأرض في 26 ديسمبر.[٨]


مصير المذنب آيسون

لا يزال هناك جدل حول موت مذنب آيسون بعد انطلاقه على بعد 1.1 مليون كيلومتر من الشمس، أو وجوده على قيد الحياة، حيث يعتقد بعض علماء الفلك أن مذنب آيسون قد تفكك لأجزاء قبل اقترابه لأقرب نقطة من الشمس بواسطة الصور والفيديوهات الصادرة من مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا، لكنه شوهد لاحقًا، وهذا لا يعني بالضرورة أنه لا يزال موجودًا؛ حيث يعتقد بعض الفلكيون أن ما تمت رؤيته بالسماء قد يكون بقايا المذنب كالنواة مثلًا، أو قد يكون عبارة عن غبار فقط.[٩]


ومن الأسباب التي دفعت العلماء إلى الاعتقاد بأن مذنب آيسون على قيد الحياة هو مرور مذنب قبله يدعى لوفجوي (Comet Lovejoy) بجانب الشمس وصموده وقتها في 2011، ولكن من العوامل التي قد ساعدت أيضًا على انتهاء مصير مذنب آيسون هو أن الطبقة الخارجية له متطايرة، كما يقدر العلماء أن قطر نواتها أصغر من 600 متر، ونتيجة ذلك يعتبر تبخرها بالأمر الطبيعي.[١٠]


معلومات أخرى عن المذنب آيسون

فيما يلي بعض المعلومات عن المذنب آيسون:[١١][١٢]

  • توصل العلماء بواسطة تلسكوب هابل الفضائي إلى أن أجزاء المذنب الناتجة من الانفصال تستمر بالحركة بنفس اتجاه الجسم الأم، وليس في اتجاهات مختلفة؛ وبذلك تبقى أجزاء المذنب المتطايرة بعيدة عن كوكب الأرض ملايين الكيلومترات، وهذا يعني أن هذا المذنب لن يصطدم بكوكب الأرض.
  • يعتبر مذنب آيسون أحد أكثر المذنبات لمعانًا في السنوات الماضية، حيث صنف على أنه مذنب القرن بعد اكتشافه مباشرة.
  • يعود مذنب آيسون في العمر إلى مليارات السنين، وهو من بقايا النظام الشمسي القديم، وبالتالي فإن دراسته تعطي العلماء الفرصة حول معرفة الظروف التي مرت بها الشمس، والكواكب الصغيرة.
  • يتحرك مذنب آيسون أثناء مروره من الشمس بسرعة قد تصل إلى 360 كيلومترًا في الثانية.
  • يبلغ طول ذيل مذنب آيسون على الأقل 8 ملايين كيلومتر، وهذا يعادل 20 ضعف المسافة بين الأرض والقمر.
  • تساوي الكتلة الكلية للمذنب ما يقارب 2-3 مليار طن.
  • يعتبر ذيل مذنب آيسون في الأساس عبارة عن فراغ؛ ويرجع سبب سطوعه إلى حجمه الكبير جدًا، وقيامه بعكس ضوء الشمس.


المراجع

  1. asc&search=&condition_1=102:parent_id&condition_2=comet:body_type:ilike "Comets", solarsystem.nasa, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  2. "Comet", britannica, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  3. "Comet ISON: The Tricky Sungrazing Comet", space, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  4. "Observe Comet ISON at its best", astronomy, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  5. "Observe Comet ISON at its best", astronomy, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  6. "Comet ISON: The Tricky Sungrazing Comet", space, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  7. "Observe Comet ISON at its best", astronomy, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  8. "Paper Model of Comet ISON’s Orbit", svs.gsfc.nasa.gov, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  9. "Fate of Comet ISON Uncertain After Fiery Sun Encounter", space, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  10. "Death of a Comet: What We Learned from the Passing of ISON", scientificamerican, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  11. "Potentially Dazzling Comet ISON: 8 Essential Facts", space, Retrieved 18/05/2021. Edited.
  12. "12 Cool Facts about Comet ISON", slate, Retrieved 18/05/2021. Edited.