ما هي مراحل القمر، أو أطواره؟

بدايةً القمر لا يصدر أي ضوء، ولكنه يعكس أشعة الشمس الساقطة عليه، حيث إن نصف سطح القمر مضاءٌ دائمًا بضوء الشمس، ونصفه الآخر معتم، ولكن مقدار الضوء الذي يمكن أن نراه من زاوية رؤيتنا على الأرض؛ يختلف كل يوم وهذا ما يشار إليه بأطوار أو مراحل القمر، وتقسم المراحل إلى مرحلتين: الابتدائية والمتوسطة، ويُقسم الشهر القمري إلى أربع مراحل أولية، وأربع مراحل قمرية متوسطة، وتحدث مراحل القمر الأساسية في لحظة محددة من الوقت، كما تستغرق المراحل المتوسطة للقمر الوقت بينهما.^[١]

أطوار القمر ومراحله

يختلف شكل القمر في كل ليلة، فقد يبدو في بعض الليالي هلالًا ضيقًا، وبيدو في ليالٍ أخرى على شكل دائرة كاملة مُضيئة، وفي بعض الليالي قد لا يظهر القمر أبدًا، وتسمى هذه الأشكال المختلفة للقمر والتي نراها في أوقات مختلفة فيه بمراحل القمر، ويتشكل بثمانية أشكال أو بثمانية مراحل وهي؛ القمر جديد ويسمى القمر المحاق، ومرحلة صبح الهلال أو الهلال المُتزايد، وطور التربيع المتزايد، فضلًا عن طور الأحدب المتزايد، ومرحلة اكتمال البدر، ثم الأحدب المتناقص، وطور التربيع المتناقص، وأخيرًا طور الهلال المتناقص، ونفصل فيما يلي هذه المراحل:^[٢]

طور المحاق

وتحدث هذه المرحلة عند وقوع القمر بين كوكب الأرض والشمس، فيكون الجانب المشرق من القمر متجهًا بعيدًا عن كوكب الأرض، ويشرق القمر الجديد عند شروق الشمس، كما يعبر خط الزوال ظهرًا ويغرب عند غروب الشمس، وتتكرر هذه المرحلة كل 29.531 يومًا من كل شهر.^[٣]

طور صبح الهلال أو الهلال المتزايد

تحدث هذه المرحلة عند إضاءة الحافة الغربية للقمر، ولكن يكون معظم السطح المرئي المُشاهَد من الأرض مُظلمًا، وتزداد كمية الإضاءة المرئية تدريجيًا من يوم لآخر في هذه المرحلة، ولذلك سميت هذه المرحلة باسم الهلال المتزايد.^[٤]

طور التربيع المتزايد

بعد مرور أسبوع من نشوء القمر الجديد؛ يصل القمر إلى ربعه، ويكون القمر في التربيع حسابيًا اعتمادًا على استطالته البالغة 90 درجة، ويضيء القمر في هذا الطور كنصف قرص، كما يمكن رؤية هذه المرحلة من الأرض، إذ يُشرق قمر مرحلة التربيع المتزايد منه عند الظهر، ويعبر خط الزوال عند غروب الشمس، ويغيب عند منتصف الليل، وتتكرر هذه المرحلة كل 29.531 يومًا من كل شهر.^[٥]

طور الأحدب المتزايد

تحدث هذه المرحلة عندما يتحدب القمر ويكون الجزء المُضيء فيه على شكل بيضة مع بقاء الحافة الشرقية لها مُظللة، كما تزداد كمية ومساحة المنطقة المُضيئة المرئية من يوم لآخر في هذه المرحلة.^[٦]

مرحلة اكتمال البدر

في هذه الطور يكتمل القمر، ويبقى ثابتًا في مداره طوال المرحلة، ويكون القمر فيها على الجانب الآخر من كوكب الأرض ومن الشمس، ويضيء سطح القمر كاملًا ويظهر مرئيًا عند مراقبته من على سطح الأرض.^[٧]

مرحلة الأحدب المتناقص

تحدث هذه المرحلة القمرية مرة في الشهر، وتبدأ عند الساعة التاسعة صباحًا، وتنتهي عند الساعة التاسعة مساءً تقريبًا، وتستمر لمدة 7.28 يومًا تقريبًا قبل الانتقال للمرحلة التي تليها "مرحلة التربيع المتناقص"، وتتناقص مساحة سطح القمر المرئية في هذه المرحلة، ويبدو الشكل المضاء من القمر على شكل حدبة، كما يتناقص المد والجزر على الأرض أثناء هذه المرحلة، لأن زاوية الأرض والقمر والشمس تكون عامودية، مما يجعل جاذبية الشمس والقمر على المد والجزر مُلغاة؛ فيقلل من مقدار قوة المد والجزر.^[٨]

طور التربيع المتناقص

يقع القمر في هذه المرحلة في زاوية 90 درجة بالنسبة للشمس وكوكب الأرض، وعندما يُضيء النصف الشرقي من القمر، حينها يمكننا رؤية النصف الأيسر المُضيء من الأرض، ويظهر القمر في هذه المرحلة عند منتصف الليل ويختفي وقت الظهر.^[٩][١٠]

طور الهلال المتناقص

تتناقص كمية الإضاءة من يوم إلى آخر في هذه المرحلة وهذا ما نعنيه بالتناقص، إذ يظهر الجزء الساطع من القمر في هذه المرحلة على شكل حرف "C"، وفي هذا الطور تضاء الحافة الشرقية للقمر، لكن يكون معظم السطح المرئي للقمر مظلمًا، ويظهر القمر المتقلص بعد منتصف الليل ويعبر خط الزوال بعد شروق الشمس، ويختفي بعد الظهر، وتتكرر هذه المرحلة كل 29.531 يومًا من كل شهر.^[١١][١٢]

سبب ظهور أطوار القمر

فيما يلي أهم الأسباب لظهور أطوار القمر:^[١٣][١٤]

• يدور القمر حول الأرض مرة كل 29.5 يومًا، وفي رحلته هذه حول الكوكب، تُضيئه الشمس من زوايا مختلفة، فيضيء نصف القمر دائمًا من الشمس، ولكن لا يمكننا رؤية هذا النصف من على الأرض، وتمثل أطوار القمر الكسور المختلفة لنصف القمر المُضي الذي يمكننا رؤيته أثناء دوران القمر حول الأرض، ولهذا تظهر لنا أطوار ومراحل القمر التي ذكرناها مُسبقًا.
• تعتمد أطوار القمر على موقعه مقارنة بالأرض والشمس، وعندما يدور القمر حول الأرض، يضيء نصف القمر دائمًا بالشمس، لكن يُرى في بعض الأوقات هذا النصف أو أجزاء منه، وفي بعض الوقت لا نراه، فمثلًا نرى كسور السطح المضيء عندما يكون القمر بين الأرض والشمس، ويكون جانب القمر المواجه للأرض غير مُضاء بالشمس، وبهذا نستنتج أن أطوار القمر ومراحله تنشأ بسبب حركة القمر ودورانه حول الأرض واختلاف مواقعه.

مدة أطوار القمر

يستغرق القمر أقل من شهر وتحديدًا 29 يومًا ونصف اليوم لإكمال كافة مراحله، وكما تناولنا سابقًا فإن أطوار القمر يبلغ عددها ثماني مراحل، ولكن لا يمكننا تقسيم مدة 29 يومًا ونصف على هذه المراحل كي نعلم كم تستغرق كل مرحلة، لأن الوقت قد يزداد أو يتناقص في كل مرة يدور بها القمر، ولهذا لا يمكن تحديد وقت معين لهذه الأطوار.^[١٥]

التقويم حسب أطوار القمر

يسمى التقويم المرتبط بأطوار القمر بالتقويم الهجري، وهو تقويم قمري يتم حساب وقته اعتمادًا على مراحل القمر، إذ يستمر كل شهر لإتمام قمر كامل، وهو الفترة الزمنية للانتقال من قمر جديد إلى قمر آخر مُكتمل، ويشمل هذا التقويم دورة القمر بجميع مراحله، ويعتمد توقيت الأشهر في التقويم الهجري على الملاحظة الفلكية، إذ لا يمكن أن يبدأ شهر جديد إلا بعد مشاهدة وملاحظة هلال القمر بعد غروب الشمس بوقت قصير.^[١٦]

وينفصل التقويم الهجري عن المواسم الفلكية التي تمتاز بالاعتدال والانقلاب الشتوي، متجنبًا أنظمة التقويم الأخرى المستندة على الأيام الكبيسة أو الأشهر الكبيسة لمزامنة التقويم مع السنة الشمسية، بل هو منفصل تمامًا عنها، ويتم التقويم الهجري دائمًا بأقل من السنة الشمسية بحوالي 11 يومًا.^[١٦]