يُطلق على النظام الشمسي بمكوناته وكواكبه اسم المجموعة الشمسية، وتعد الشمس قلب النظام الشمسي وأكبر مكوناته، ويتكون النظام الشمسي من 8 كواكب و210 أقمار، إلى جانب الأعداد المهولة من الكويكبات، والمذنبات، والأجسام الجليدية، والمساحات الشاسعة من الغبار الكوني، والسُدم، كما تؤثر جاذبية الشمس على جميع الأجسام من حولها، فبعض تلك الأجسام يمكن رؤيتها بالعين المجردة من كوكب الأرض، كالقمر والشمس، حتى قام علماء الفلك قديمًا بدراسة حركتها وحسابها، مما أدى إلى ظهور علم الفلك الذي ما زال يتطور حتى الآن بتطور العلم.[١]


مكونات النظام الشمسي

الشمس

مركز النظام الشمسي وأكبر مكوناته؛ إذ يُشكل ما نسبته 99% من كتلة النظام الشمسي؛ لذا فهو مركز النظام الشمسي الذي تدور حوله جميع مكونات المجموعة الشمسية، ورغم ضخامة الشمس، إلا أنها ليست كبيرة مثل الأنواع الأخرى من النجوم؛ إذ يصنف العلماء الشمس على أنها نجم قزم، كما توصف على أنها نجم قزم أصفر، وكرة ساخنة ملتهبة بفعل الغازات المتوهجة، وتعمل جاذبية الشمس على تماسك النظام الشمسي بكافة مكوناته، وذلك بفعل التيارات الكهربائية التي تُطلقها الشمس عبر الرياح الشمسية، مكونةً بذلك مجالًا مغناطيسًا في جميع الاتجاهات.[٢][١]


الطبقة الداخلية

النظام الشمسي الداخلي، ويتكون من الكواكب الداخلية الأربعة: عطارد، والزهرة، والأرض والمريخ، وتعرف بالكواكب الصخرية، وذلك لأن أسطحها صلبة وصخرية، كما تبلغ كثافة تراكيبها أكثر من 3 غرامات/ سم مكعب، وقد يوحي الاسم "الكواكب الأرضية" بتشابه يجمع بينها وبين كوكب الأرض إلى حد ما؛ إلا أنه لدى كل من الكوكب الأربعة بيئات مختلفة إلى حد كبير، بينما تتكون في الغالب من معادن ثقيلة مثل الحديد والنيكل، وليس لها أقمار، أو لدى بعضها أقمار قليلة.[٣][٤] وفيما يلي كواكب الطبقة الداخلية للنظام الشمسي:

  • كوكب عطارد: يعد عطارد أصغر كوكب في النظام الشمسي والأقرب إلى الشمس، ويدور حول نفسه ببطء؛ إذ يستغرق 59 يومًا أرضيًا، أما بالنسبة إلى الوقت الذي يستغرقه الدوران حول الشمس فيبلغ 88 يومًا أرضيًا، كما لا يمتلك كوكب عطارد أية أقمار، لكن له غلافًا جويًا ضعيفًا هشًا يحتوي على الأكسجين، والصوديوم، والهيدروجين، والهيليوم، والبوتاسيوم.[٣][٥]
  • كوكب الزهرة: هو ثاني أقرب كوكب إلى الشمس، ويستغرق دورانه حول نفسه 243 يومًا أرضيًا، بينما يدور حول الشمس مرة كل 225 يومًا أرضيًا، وغلافه الجوي سميك ويحتوي على ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، والكوكب ليست له حلقات أو أقمار، كما كان كوكب الزهرة في يوم من الأيام كوكبًا توأمًا للأرض، وتبلغ درجة حرارة سطحه 475 درجة مئوية، وهي درجة انصهار الرصاص.[٣][٦]
  • كوكب الأرض: أو كما يُعرف باسم كوكب الحياة، وذلك لامتلاكه الماء السائل، كما يحتوي غلافه الجوي على النيتروجين والأكسجين، ويدور حول نفسه مرة واحدة كل يوم واحد أرضي، أي ما يعادل 24 ساعة، ومرة حول الشمس كل 365 يومًا، ورفيقه الكوني القمر، إذ إنه لا يوجد لدى كوكب الأرض حلقات حوله، يتميز بامتلاكه غلافًا جويًا حاميًا من الأشعة الضارة، والنيازك القادمة من الخارج والتخفيف من تأثيرها على الأرض.[٣][٧]
  • كوكب المريخ: أو كما يُطلق عليه الكوكب الأحمر، يعود ذلك إلى الدراسات المكثفة التي خضع لها الكوكب فأثبتت أن سطحه مليء بالمواد الغنية بالحديد، الأمر الذي ينعكس عليه بلون الصدأ، بالإضافة إلى أن يوم المريخ أطول قليلاً من 24 ساعة أرضية، ويستغرق الكوكب حوالي 687 يومًا من أيام الأرض للدوران حول الشمس، إلا أن غلافه الجوي عبارة عن مزيج هش من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأرجون، وله قمران صغيران هما فوبوس وديموس، وليست له أي حلقات.[٣][٨]


الطبقة الخارجية

وهي ما يُسمى بكواكب النظام الشمسي الخارجي، وتسمى أيضًا بمجموعة الكواكب العملاقة، وهي: المشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون، وهي كواكب عملاقة ذات كثافة أقل من 2 غرام/ سم مكعب، وتتكون بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم كما في كوكبي المشتري وزحل، أو من الجليد والصخور والهيدروجين والهيليوم كما في كوكبي أورانوس ونبتون، ولدى بعض هذه الكواكب حلقات، والكثير من الأقمار.[٩] وفيما يلي كواكب الطبقة الخارجية للنظام الشمسي:

  • كوكب المشتري: كوكب المشتري هو أكبر كوكب في النظام الشمسي، والكوكب الخامس ترتيبًا في البعد عن الشمس، ويمتاز بسرعته الكبيرة في الدوران حول نفسه؛ إذ يدور حول نفسه مرة كل 10 ساعات أرضية، بينما يستغرق دورانه مرة حول الشمس 12 سنة أرضية، ويتكون غلافه الجوي السميك في الغالب من الهيدروجين والهيليوم، ويقدر حجم نواته بحجم كوكب الأرض تقريبًا، كما يحتوي الكوكب على عشرات الأقمار وبعض الحلقات الباهتة وبقعة حمراء كبيرة، والتي يُعتقد أنها عاصفة مستعرة حدثت منذ 400 عام على الأقل، ويُمكن رؤيتها من خلال التلسكوبات.[١٠]
  • كوكب زحل: ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي، ويشتهر بحلقاته السبع المقسمة والمحددة جيدًا، بالإضافة إلى فجوات بينها، كما يمتلك الكوكب عشرات الأقمار التي تدور حوله، ويتكون غلافه الجوي في الغالب من غازي الهيدروجين والهيليوم، ويدور الكوكب حول نفسه بسرعة كبيرة تصل إلى 10.7 ساعات، بينما يستغرق 29 سنة أرضية ليدور مرة واحدة حول الشمس.[١٠]
  • كوكب أورانوس: الكوكب السابع في المجموعة الشمسية، ويحتوي على الماء، والميثان، والأمونيا، والهيدروجين، والهيليوم الذين يحيطون بنواة صخرية، ولديه عشرات الأقمار ونظام حلقات خافت، تم اكتشافه لأول مرة عام 1781م من قبل ويليام هيرشل، ويستغرق دورانه حول نفسه مدة 17 ساعة، بينما يستغرق دورانه حول الشمس مدة تصل إلى 84 سنة أرضية.[١٠][١١]
  • كوكب نبتون: كوكب الأرقام القياسية، فهو الكوكب الثامن والأبعد عن الشمس، لذا يعد أيضًا الكوكب الأبرد على الإطلاق في المجموعة الشمسية، ويمتلك كوكب نبتون الرياح الأشد سرعة بين الكواكب؛ إذ تصل سرعة الرياح فيه إلى 1,200 ميل في الساعة، كما يحتوي على الماء، والأمونيا، والميثان، والهيدروجين، والهيليوم، ويملك نواة يقدر حجمها بحجم كوكب الأرض، ولديه أكثر من 12 قمرًا، و6 حلقات.[١٠][١٢]


مكونات أخرى للنظام الشمسي

فيما يلي مكونات أخرى للنظام الشمسي:

  • غبار النظام الشمسي: يعود في أصل نشأته إلى تكون النظام الشمسي، وهي جسيمات دقيقة، بالإضافة إلى النيازك الدقيقة التي يكون حجمها أقل من 10 ملم، وتتكون أيضًا نتيجة الاصطدامات المتبادلة بين الكواكب، كما يُعد السديم الشمسي مصدرًا للغبار.[١٣]
  • حزام الكويكبات: يعد موطنًا للأجسام الصغيرة المتفاوتة بالحجم، والتي تُعرف بالكويكبات والمذنبات، وهي بقايا عملية بناء الكواكب في النظام الشمسي الداخلي والخارجي، أما الاصطدامات الأكثر شيوعًا فتكون مع الأجرام الأصغر حجمًا، وتصل إلى سطح الكواكب على شكل نيازك.[١٤]
  • منطقة حزام كايبر: وهي منطقة غامضة خارج مدار نبتون -أبعد كوكب في المجموعة الشمسية-، ويُعتقد أنها مأهولة بمئات الآلاف من الأجسام الصخرية والجليدية التي يزيد قطر كل منها عن 100 كيلومتر، وعدد يصل إلى أكثر من تريليون من المذنبات.[١٥]



المراجع

  1. ^ أ ب "solar system", britannica, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  2. "Sun", NASA, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج MATT WILLIAMS (3/12/2014), the inner Solar System,orbit closest to the Sun.&text=For starters, the inner planets,outer planets are gas giants. "The Inner Planets of Our Solar System", universe today, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  4. "Terrestrial Planets: Definition & Facts About the Inner Planets", space, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  5. "Mercury", solarsystem, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  6. "Venus", solarsystem, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  7. "earth", solarsystem, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  8. "mars", solarsystem, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  9. "giant planet", britannica, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ELIZABETH HOWELL (23/4/2014), "The Inner and Outer Planets in Our Solar System", universe today, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  11. "Uranus planet", britannica, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  12. MAYA WEI-HAAS (28/3/2019), "Neptune, explained", nationalgeographic, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  13. "Micrometeoroid", sciencedirect, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  14. "Asteroids and comets", britannica, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  15. "Kuiper Belt", NASA, Retrieved 10/10/2021. Edited.