قد يمر في سماء الليل العديد من الشرارات المتوهجة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، والتي قد تستغرق أجزاء من الثانية أو تستمر إلى ثوانٍ عديدة، ويطلق على هذه الشرارة اسم شهاب وتحدث نتيجة عبور أجسام قادمة من الفضاء الخارجي بسرعة عالية من خلال الغلاف الجوي الخاص بالأرض، كما تختلف الشهب بسطوعها، حيث تعتبر خافتة جدًا عندما يبلغ قطرها أقل من 500 ميكرومتر، ويمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات، والمناظير، والرادار، بينما تعتبر الشهب الأكثر سطوعًا أقل شيوعًا، وتتراوح كتلتها ما بين جرامات إلى ما يقارب طن واحد.[١]


الشهاب

تعرف الشهب بأنها أجزاء من مواد صخريّة تأتي من الفضاء الخارجي، وعند مرورها من خلال الغلاف الجوي للأرض فإنها تحترق وتتقد، حيث تدخل الشهب الغلاف الجوي بسرعة عالية قد تصل إلى ما يساوي 11.2 كم/ ثانية أو أكثر، ويصاحب هذا الدخول احتكاك الشهاب مع جزيئات وذرات الغلاف الجوي مما يؤدي إلى تبخر وذوبان سطح الشهاب وتسخين ما حوله من هواء، مُحدِثًا بذلك الضوء الساطع الذي نراه في السماء، ومن الممكن أن تحترق الشهب تمامًا في حال كانت الأجسام صغيرة.[٢][٣]


تكون الشهب ومنشأها

تتكون الشهب من مزيج من الصخور غير منتظمة الشكل المتواجدة بين مداري المريخ والمشتري في منطقة تسمى حزام الكويكبات، حيث تساعد التصادمات في هذه المنطقة على تحريك الأجسام باتجاه الأرض، بالإضافة إلى ذلك؛ تساهم الشمس من خلال تسخين الصخور من جهة واحدة إلى دفعها بشكل تدريجي، وهذا ما يعرف بتأثير ياركوفسكي، وفي الوقت الذي يرجح فيه أن حزام الكويكبات هو المنشأ لتكون الشهب، فقد وجد أن التركيبات الكيميائية الخاصة ببعض الشهب مماثلة للعينات الخاصة بالقمر، كما يعتقد آخرون بأن الانفجارات البركانية التي حدثت في المريخ أدت إلى تكون الشهب، وبذلك يكون لدينا مصادر وتفسيرات عديدة أدت إلى نشأة الشهب.[٤][٥]


أنواع الشهب

تصنف الشهب اعتمادًا على سطوعها، وحجمها، وقربها من الأرض إلى ما يلي:[٦]

  • الكرة النارية راعية الأرض: تتميز بامتلاكها ذيولًا طويلة ملونة، وقد تعبر الغلاف الجوي للأرض بشكل مشابه للنجوم الساقطة، أو تعود إلى الفضاء الخارجي.
  • الكرات النارية: تعرف بأنها النوع الأكثر انتشارًا، وتتسم بأنها كبيرة الحجم، فقد يصل حجمها إلى ما يقارب حجم سيارة صغيرة، كما توصف بأنها أكثر إشراقًا، وتبقى فترة زمنية أطول مقارنة مع الكرات النارية راعيات الأرض.
  • الشهب المتفجرة: مقارنة مع الكرات النارية، فهي أكثر سطوعًا، وأكبر حجمًا منها، كما تنفجر في الغالب في الجو، بحيث يمكن سماعها، والإحساس بها من سطح الأرض، وهناك نوع خاص منها يسمى سوبيربوليد (بالإنجليزية: superbolides)؛ تكون الانفجارات الناتجة عنه كبيرة ومؤذية للطبيعة، والناس.


زخات الشهب

تنتقل مجموعة من الشهب مع بعضها البعض باتجاهات متماثلة، وقد يكون لها نفس المنشأ، حيث تدخل الغلاف الجوي مع بعضها البعض، وبالتالي فإنها تظهر وتلمع في السماء في ذات المكان والزمان من العام، مُحدِثة ما يعرف باسم زخات الشهب، كما تعود تسمية زخات الشهب إلى اسم الكوكبة، أو مجموعة النجوم التي يوجد فيها إشعاع الزخات، وتجدر الإشارة إلى أنه تمت تسمية بعض زخات الشهب باسم مذنب مرتبط بها، وفيما يلي أشكال زخات الشهب الرئيسية:[٧]

  • الرباعيات (Quadrantid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 41 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 3 يناير، كما ويُرى بشكل أفضل من النصف الشمالي للكرة الأرضية.
  • ليريد (Lyrid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 48 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 22 أبريل، ويمكن أن يرى من النصف الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية.
  • إتا الدلويات (Eta Aquarid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 66 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 3 مايو، ويرى بشكل أفضل من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وهو مرتبط مع المذنب هالي.
  • برج جنوب الدلتا (Southern Delta Aquarid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 41 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 29 يوليو، ويُرى بشكل أفضل من النصف الشمالي للكرة الأرضية.
  • الجدي (Capricornid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 23 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 30 يوليو، ويُرى بشكل أفضل من النصف الشمالي للكرة الأرضية.
  • البرشاويات (Perseid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 59 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 12 أغسطس، ويرى بشكل أفضل من النصف الشمالي للكرة الأرضية، كما أنه مرتبط مع المذنب سويفت توتل.
  • الأندروميديات (Andromedid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 21 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 3 أكتوبر، كما أنه يرى أفضل من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وهو مرتبط مع المذنب بييلا.
  • دراكونيد (Draconid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 20 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 9 أكتوبر، ويمكن أن يُرى من النصف الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية.
  • الجباريات (Orionid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 66 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 21 أكتوبر، ويُرى من النصف الشمالي للكرة الأرضية، كما أنه مرتبط مع المذنب هالي.
  • توريد (Taurid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 28 كم/ ثانية، ويبلغ ذرته في تاريخ 8 نوفمبر، ويُرى بشكل أفضل من النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
  • الأسديات (leonid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 71 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في تاريخ 17 نوفمبر، ويُرى بشكل أفضل من النصف الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، وهو مرتبط مع المذنب تمبل توتال.
  • التوأميات (Geminid): يدخل الغلاف الجوي بسرعة 34 كم/ ثانية، ويبلغ ذروته في 14 ديسمبر، كما أنه يرى بشكل أفضل من النصف الشمالي للكرة الأرضية، وتم اكتشاف أن جمينيد مرتبط بكويكب، ولكن يتوقع الآن أنه مذنب محترق وليس كويكبًا.


معلومات أخرى عن الشهب

رؤية ورصد الشهب

يمكن لأي شخص رؤية الشهب، بحيث يتطلب ذلك فقط الخروج والتحديق في السماء انتظارًا لمرور الشهب، ومن الممكن مشاهدة زخات الشهب بكثرة في فترة منتصف الليل تقريبًا، حيث يحتاج الشخص إلى البحث عن مكان ملائم، والتأقلم مع الظلام، ثم الاستقرار، وعند مشاهدة الشهب القيام بتدوين وقت رؤيتها لأقرب دقيقة، وتتضمن مراقبتها إحصاء عدد الشهب التي تمت رؤيتها، حيث إن زخات الشهب التي تمت رؤيتها تأتي من إشعاع خاص فيها، ويساعد معرفة اسم زخات الشهب بتحديد موقع الإشعاع.[٨]


الفرق بين الشهب والنيازك

تبدأ القطع الصغيرة القادمة من المذنبات أو الكويكبات حياتها بالفضاء، بحيث تدخل الغلاف الجوي بسرعة عالية جدًا متعرضة للاحتكاك والتسخين والاحتراق، وينتج عن ذلك الضوء الساطع الذي نراه في السماء وهذا ما يعرف بالشهاب، لكن في حال استمرارها بالعبور وارتطامها بسطح الأرض فتصبح بذلك ما يسمى بالنيزك.[٩]


بينما تصنف النيازك اعتمادًا على تركيبها، وعلم المعادن إلى ثلاثة أنواع: نيازك صخرية، ونيازك حديدية صخرية، ونيازك حديدية، حيث تتشكل النيازك الحجرية في المقام الأول من السيليكات، وتعتبر النوع الأكثر انتشارًا، وتصنف إلى نوعين الكوندريت (chondrites)، والأكوندريت (achondrites)، بينما تعتبر النيازك الحديدية الصخرية نادرة الوجود، وسميت بذلك لاحتوائها على مقدار متماثل من الحديد، والسيليكات، كما تحتوي النيازك الحديدية على الحديد، والنيكل، حيث تعد ذات كثافة عالية.[١٠][١١]


تأثيرات الشهب على الأرض والغلاف الجوي

هناك العديد من الآثار المترتبة على سقوط الشهب على الأرض والغلاف الجوي، تتمثل فيما يلي:[١٢]

  • تؤدي إلى حدوث زلازل هائلة، فقد تصل قوة مقياس ريختر لها  لغاية 13، مما ينتج عنه عواقب وخيمة تؤثر على سطح الأرض.
  • يؤدي توافر الغبار بكميات كبيرة إلى انخفاض درجات الحرارة؛ مما ينتج عنه ما يسمى بالشتاء العالمي، ونتيجة غياب شعاع الشمس سيمنع النباتات من القيام بالتمثيل الضوئي مما يؤثر عليها سلبًا.
  • تساعد على اندلاع حرائق الغابات واسعة الانتشار التي اندلعت بسبب الأشعة الصادرة عن كرة النار خلال مرورها في الغلاف الجوي، والتي ينتج عنها دخان يؤثر بشكل مباشر وكبير أيضًا على علمية التمثيل الضوئي.
  • يتعرض العالم للاحتباس الحراري؛ نتيجة تبخر مياه البحار والمحيطات، وبقاء بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمدة زمنية طويلة.
  • ينتج عنها أيضًا تسونامي عملاق قادر على أن يغرق الأماكن الداخلية من القارات.
  • تتشكل ظاهرة المطر الحمضي الناتج عن تفاعل الأكسجين مع النيتروجين في الغلاف الجوي؛ فتنتج عنه أكاسيد النيتروجين، ثم تتفاعل أكاسيد النيتروجين مع الماء في الغلاف الجوي فينتج عنه حمض النتريك الذي يسقط على سطح الأرض، وقد يصل للمياه السطحية.


حقائق أخرى عن الشهب

فيما يلي مجموعة من الحقائق عن الشهب:[١٣]

  • يمكن تواجد 12000 شهابًا يبلغ حجمها ما يقارب حجم قطعة غبار في ليلة معينة.
  • ينتج عن تأين الجزيئات تواجد الشهب مع أذيُلٍ ملونة بالأحمر، أو الأخضر، أو الأصفر.
  • يبلغ عدد زخات الشهب التي يستطيع المراقبون رصدها سنويًا ما يقارب 30 شهابًا، كما أن البعض منها يعود وجوده إلى أكثر من 100 عام.


المراجع

  1. "Basic features of meteors", britannica, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  2. "Basic features of meteors", britannica, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  3. "Meteorites, Impacts, and Mass Extinction", tulane, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  4. "What is a meteorite?", newscientist, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  5. "Meteorites, Impacts, and Mass Extinction ", .tulane, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  6. "Meteor", nationalgeographic, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  7. "Meteor shower", britannica, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  8. "THE BASICS OF METEOR OBSERVING", skyandtelescope, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  9. "What’s the Difference Between a Meteoroid, a Meteor, and a Meteorite?", britannica, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  10. "WHAT ARE METEORITES?", ares.jsc.nasa, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  11. "Meteor", nationalgeographic, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  12. "Meteorites, Impacts, and Mass Extinction", .tulane, Retrieved 7/05/2021. Edited.
  13. "Ten Facts About Meteors", nasa, Retrieved 7/05/2021. Edited.