كل ما يهمك معرفته عن حجر النيزك

يطلق اسم النيزك على أي صخر يمر عبر الغلاف الجوي الأرضي ويسقط على سطح الأرض دون أن يحترق بالكامل فيه، وتدخل الغلاف الجوي الأرضي آلاف الصخور يوميًا وتكون بحجم حبة الأرز أو أصغر، ومع ذلك فهي نادرة ويصعب العثور عليها، وتأتي معظم الصخور النيزكية من الكويكبات الموجودة في الحزام بين المريخ والمشتري عندما تتقاطع مع مدار الأرض لتدخل الغلاف الجوي الأرضي.^[١][٢]

مواصفات حجر النيزك

فيما يلي بعض أهم الصفات التي يتمتع بها حجر النيزك:^[٣][٤]

• الشكل: لا تعد أحجار النيزك كرات مستديرة؛ بل إنها غالبًا ما تمتلك زوايا وتظهر بعض الحفر على سطحها، وتسمى بصمات الإبهام، كما تتشكل عندما تعمل تيارات الهواء الساخنة على تآكل الصخور أثناء اندفاعها في الغلاف الجوي، وينتج بفعل ذلك نوع من القشرة الخارجية الزجاجية التي تسمى قشرة الانصهار، وتكون سوداء لامعة أو ذات ملمس مخملي باهت، ومع العوامل الجوّية الأرضية قد تختفي هذه القشرة ولا يتبقى منها إلا أجزاء قليلة، كما تصبح الأحجار النيزكية تشبه إلى حد كبير بعض الصخور على السطح الأرض، ولكن الاختبارات الكيميائية تميز؛ بينها حيث إن أحجار النيزك تعد سبيكة من الحديد والنيكل.
• اللون: إن أحجار النيازك الجديدة سوداء اللون، وتظهِر قشور الانصهار الخاصة بها خطوطًا على شكل تدفقات تساعد في التعرف عليها، وبعد فترة من بقائها على سطح الأرض يتغير لونها وتختفي قشور الانصهار، كما يتعرض الحديد الموجود فيها إلى الصدأ فيتغير لونها لتصبح حمراء أو بنية.
• الحجم: يتراوح حجم الأحجار النيزكية من حجم حبة البازلاء إلى كتل كبيرة يصل وزنها إلى عدة أطنان، وتعد عادة اكتشافات علمية وتسمى باسم المكان الذي تم اكتشافها فيه، كما يصل الأرض ما يقارب 500 منها سنويًا بحجم معقول، فضلًا عن أنه يتم العثور على أقل من 10 منها، ويزن أكبر حجر نيزكي معروف 60 طنًا؛ حيث سقط في هوبا، ناميبيا.

أنواع الحجر النيزكي

تنقسم الأحجار النيزكية بالعادة إلى ثلاث مجموعات رئيسية وذلك حسب كمية الحديد التي تحتوي عليها، وهذه المجموعات الرئيسية هي:^[٥][٦]

• الصخرية: وهي أكثر الأنواع الثلاثة انتشارًا وتكون ذات كتلة كبيرة إلى حد ما، وتتكون عادةً من معدن الزبرجد الزيتوني، والبيروكسين، والفلسبار، وحديد والنيكل المتناثر، ويمكن أن تقسم حسب وجود نسيج من المعادن الكروية الصغيرة أو عدم وجودها، وهي موجودة في معظمها.
• الحديدية: وهي ثاني الأنواع شيوعًا، ولديها أكبر الكتل التي تصل أحيانًا إلى 12 طنًّا من الحديد، وهي مكونة من سبائك من الحديد والنيكل الفضي الكثيف، ويظهر بعضها نمطًا متقاطعًا من بلورات النيكل والحديد بشكل لافت ومميز.^[٧]
• الصخرية الحديدية: هي أندر الأنواع الثلاثة، وتحتوي على خليط متساوٍ من السيلكات وسبائك النيكل والحديد، وتنقسم إلى مجموعتين رئيستين:
• البالاسيتات: تتشكل بين الغلاف الخارجي ولب الكويكب، ومعدن السيلكات الأساسي فيها هو الزبرجد الزيتوني.
• الميزوسيديريتات: تحتوي على سيلكات ناتجة من صخور نارية يعتقد أنها تكونت عن طريق اصطدامات بين الكويكبات الغنية بالمعادن والغنية بالسيليكات، وهي نادرة جدًا.

فوائد حجر النيزك

للأحجار النيزكية مجموعة من الفوائد العلمية كما يلي:^[٨]

• التطور النجمي: حيث تحتوي الأحجار النيزكية على غبار النجوم التي أنتجتها النجوم قبل تكوين نظامنا الشمسي، وتمكننا دراستها من زيادة فهمنا لتكوين النجوم وكيفية تطورها على مدار الأزمنة.
• عمر وتكوين النظام الشمسي: يتم ذلك عن طريق تحليل تركيزات عناصر متعددة ونظائرها في حجر النيزك وبالتالي تحديد العمر والتركيب الكيميائي للنظام الشمسي من خلال المكونات المختلفة للأحجار النيزكية القادمة من الأجسام الأم، مثل تلك القادمة من القمر أو المشتري.
• تطور النظام الشمسي: تساهم الأحجار النيزكية في التعرف إلى الظروف المبكرة في النظام الشمسي، وتحديد مسارات تشكيل العوالم المختلفة، فقد تعرضت صخور الأرض إلى تغير كبير على مدى الزمان بفعل العوامل الجيولوجية، لكن صخور النيازك لم تشهد أي معالجة؛ وبالتالي فهي تمثل النظام الشمسي عند ولادته.
• التاريخ البيئي للأرض والقمر: يعد تأثير سقوط الأحجار النيزكية على سطح الكوكب والقمر هائلًا عبر الزمن؛ إذ إنها كانت مسؤولة وبشدة عن تغير شكل كليهما.
• تاريخ الحياة: جلبت الأحجار النيزكية الكثير من المكونات الضرورية إلى سطح الأرض والتي ساهمت في تطور الكائنات الحية على سطحها، كما أنها ساهمت بانقراض الديناصورات قبل 65 مليون عام؛ مما أثر على مسار الحياة على سطح هذا الكوكب.

كيفية تمييز حجر النيزك

هنالك مجموعة من النقاط التي تساعد في التعرف على الحجر النيزكي، وفيما يلي بعضها:^[٩][١٠]

• القشرة السوداء: وهي القشرة الناتجة عن تعرضه للاحتراق أثناء سقوطه على سطح الأرض، وهي لامعة بوضوح.
• الوزن الثقيل: إن وجود الحديد بنسبة كبيرة في الأحجار النيزكية يجعلها أثقل من الصخور الأرضية المشابهة لها بالحجم.
• النتوءات الناعمة: والتي تشبه إلى حد كبير العلامات التي تظهر في البصمات وتكون ذات حواف ناعمة أو مستديرة بدلًا من نقاط صخرية حادة.
• المغناطسية: والسبب الرئيسي في ذلك هو أنها تحتوي على الحديد بشكل كبير بالمقارنة مع صخور الأرض التي قد لا يكون فيها الحديد مكونًا رئيسيًا.
• الحكاكة: وهو حك حجر النيزك بلوح مخصص للتعرف إلى لون الخط الذي يظهر؛ حيث تعطي الأحجار النيزكية لونًا بنيًا.
• الحبيبات المعدنية: وهي حبيبات صغيرة من الحديد والنيكل تكون منتشرة في جميع أنحاء الصخر النيزكي وباستخدام عدسة يد بسيطة يمكن تحديد هذه الحبيبات وتمييز الحجر عن الأحجار الأرضية.

حقائق مدهشة أخرى عن حجر النيزك

فيما يلي أهم الحقائق عن الحجر النيزكي:^[١١]

• تعد معظم النيازك قطعًا من أجسام أخرى أكبر تم تكسيرها أو تفجيرها مثل المذنبات والكويكبات والقمر والكواكب الأخرى.
• يبلغ حجم الصخور الفضائية الكبيرة حجم ملعب كرة قدم، وعند دخولها السريع في الغلاف الجوي يؤدي إلى تكسيرها واحتراقها وتوهجها بشكل ساطع، وعادةً ما تصل إلى أقل من 5% من الحجم الأصلي لهذه الصخور.
• يكون من الصعب تمييز الصخور النيزكية عن الأرضية أحيانًا، لكن بعض الأماكن مثل الصحاري الرملية الكبيرة والمفتوحة ذات أعداد قليلة من الصخور أو المناطق الجليدية في القارة المتجمدة الجنوبية قد يكون اكتشاف الأحجار النيزكية فيها أسهل.
• يعتمد العلماء على الملاحظات الفوتوغرافية وحساب المدارات وأبرز مسارات حزام الكويكبات؛ لتحديد مصدر الصخور النيزكية، ويقومون بعمل مقارنات بين الخصائص التركيبية لها مع دراسات الكويكبات السابقة.
• يمكن للعلماء تحديد عمر النيزك حتى 4.6 مليار سنة.