مجرة درب التبانة هي عبارة عن مجموعة كبيرة من النجوم والغازات والسّدم (الغبار الكوني) المجتمعة بسبب تأثير جاذبية النجوم على بعضها البعض منتجة أذرع لولبية تجعل من شكل المجرة حلزونيًا، وهناك العديد من الأذرع مثل القوس والدجاجة والجبار (Orion) الذي يقع عليه نظامنا الشمسي، ويشار إلى أن مجرة درب التبانة تشكلت بفعل انهيار سحب كبيرة من الغاز بعد فترة قصيرة من بدء الكون.[١]


سبب تسمية مجرة درب التبانة

تعود تسمية هذه المجرة إلى شكلها الذي نراه من الأرض، فنحن نتمكن من رؤية مجرة درب التبانة من الأرض بعيدًا عن أضواء المدينة؛ حيث تبدو النجوم البعيدة على شكل نقاط منفصلة لا تراها العين المجردة؛ لذلك تظهر لنا على شكل شريط ضبابي أو لبني في السماء، وفيما يلي سبب تسميتها:[٢]

  • باللغة العربية: أطلق العرب قديمًا على المجرة التي تبدو كطريق غيمي أبيض اسم درب التبانة نسبةً إلى التبن الذي كان يترك علامة بيضاء لامعة كالنجوم عند سقوطه على الأرض.[٣][٤]
  • باللغة الإنجليزية: (Milky Way) الطريق اللبني أو الحليبي، هو الاسم الإنجليزي للمجرة التي تبدو لناظرها كطريق من الحليب، كما أن الاسم مأخوذ من الثقافة الغربية القديمة أي كل من الإغريق والرومان الذين اعتبروا مجموعة النجوم المرصعة في السماء نهرًا من الحليب نسبةً إلى أحد أساطيرهم، فمثلاً الأسطورة اليونانية والأشهر بينهم كانت تعتقد بأن هذا هو حليب ثدي الآلهة هيرا زوجة الإله زيوس.[٥]


مكونات مجرة درب التبانة

إن بُنيِة المجرة تتكون من 6 أجزاء تمتزج مع بعضها البعض ضمن نظام رئيسي:[٦][٧]

  • النواة: منطقة موجودة في قلب المجرة تنبعث منها أشعة تحت حمراء وأشعة سينية، وهي عبارة عن ثقب أسود هائل محاط بقرص مكون من تراكمات الغاز عالي الحرارة.
  • الأذرع اللولبية: هناك عدة أذرع تحيط بالنواة، مثل "ذراع حامل رأس الغول"، لكن يصعب جدًا رؤية هيكل المجرة اللولبي، وبالرغم من ذلك استطاع العلماء اكتشافها باستخدام الخرائط الراديوية للهيدروجين، ويرجح بأن الأذرع هي عبارة عن تشوهات نتجت عن انفجارات كونية عظيمة تشكلت بعدها المجرات الحلزونية.
  • الهالة: المكون الذي يقع خارج الجزء المرئي للمجرة، وهو العنصر الذي لا نعرف عنه الكثير بسبب شكله ومكوناته غير المعروفة، وامتداده داخل الفضاء وبين المجرات، وكل ما هو معروف عنه هو أنه يصل لمسافة أكثر من 100 ألف سنة ضوئية.
  • الانتفاخ المركزي: انتفاخ كروي ممتد يملك مدارات نصف قطرية حول النواة، وهو مكون من نجوم المجموعة الثانية الغنية نسبيًا بالعناصر الثقيلة مثل الهيليوم.
  • القرص: هو الجزء الأكثر بروزًا في المجرة، وهو الجسم الأساسي الذي تلتف حوله النجوم لتشكل أذرع المجرة، ومع ذلك فإنه يسمى القرص الرقيق لأنه يشمل الغبار والغازات وأصغر النجوم، بالإضافة لوجود قرص سميك يشمل النجوم الأكبر عمرًا والمكونات الأكثر سماكةً.
  • المكون الكروي: يشبه في شكله مجرة إهليلجية (بيضاوية)، وهو المساحة الموجودة فوق وتحت مستوى قرص المجرة وعبارة عن منطقة مليئة بالعناقيد الكروية الخارجية كما تحتوي على العديد من نجوم المجموعة الثانية والنجوم القزمة.


معلومات أخرى حول مجرة درب التبانة

فيما يلي بعض المعلومات عن مجرة درب التبانة:

  • تحمل مجرتنا أسماء أخرى تبعًا للثقافات واللغات الأخرى ومنها: "النهر الفضي" في الصين، وتسمى في جنوب إفريقيا "العمود الفقري لليل".[٨]
  • يطلق على مجرتنا في الهند "طريق الروح"، لأنه وبالرجوع إلى ثقافتهم فإن السماء هي المكان الذي تعيش فيه الأرواح بعد الموت، أما المجرة فهم يعتبرونها الطريق الذي تذهب خلاله أرواح الهنود الطيبين للسماء عند موتهم.[٩]
  • تتكون المجرة من مجموعتين نجميتين كل مجموعة نجمية تختلف في نجومها عن المجوعة الأخرى من حيث أماكنها وبنيتها الحركية والمحتوى المعدني والفئة العمرية.[١٠]
  • اعتقد العلماء حتى عام 1953 بأن مجرتنا مسطحة الشكل وذلك كان بسبب الموقع الداخلي للشمس وحجب الغبار الكوني لها، لكن خلال الدراسات تم اكتشاف بأنها ذات بنية حلزونية.[٦]


المراجع

  1. "About Galaxies", LBI Education.
  2. " About Galaxies", LBI Education.
  3. "مجرة درب التبانة"، منهاجي التعليمي.
  4. "Why Is Our Galaxy Called The Milky Way?", universetoday, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  5. "What is the Milky Way ", Earth Sky.
  6. ^ أ ب Jacobus Cornelius Kapteyn, "The structure and dynamics of the Milky Way Galaxy", Britannica.
  7. "Population and Components of the Milky Way", Institute for Astronomy (University of Hawaii).
  8. "The Milky Way", American Museum of Natural History.
  9. "A Fish jumping in Shadows", Canada-France-Hawaii Telescope.
  10. "Population and Components of the Milky Way", (Institute for Astronomy (University of Hawaii .