كيف نرى مجرة درب التبانة؟ اعرف أكثر

تُعرف مجرة درب التبانة بأنها نظام كوني يضم أعداداً هائلة من النجوم مثل الشمس، فضلًا عن الغازات والغبار،^[١] كما أنها تطلق على طيف الضوء الناجم عن اتحاد النجوم ببعضها البعض والتي لا يمكن رؤيتها كاملةً بالعين المجردة وإنما عن طريق التلسكوب، وللمجرة ذراعان رئيسيتان تتحكمان بها وأذرع أخرى فرعية، كما تلقب أيضاً بالمجرة الحلزونية نظراً لدورانها المستمر، ولا يُعرف العمر الزمني لدرب التبانة بالتحديد.^[٢][٣]

كيف نرى مجرة درب التبانة

يمكن للعين المجردة أن ترى جزءًا بسيطًا من مجرة درب التبانة، كالنجوم والأقمار مثلًا، وإن كان الظلام دامسًا فإن بإمكانها رؤية امتداد ضوء خافت يتخلّله سواد داكن صادر منها، كما يعد التلسكوب الأداة الرئيسية للرصد، إذ يكشف حقيقة أن النجوم هي مصدر هذا الضوء مما يمكننا من رؤيتها عن كثب بالتزامن مع عوامل أخرى قد تحسن من عملية الرصد، وقد تطورت الأدوات حتى أصبح بالإمكان رؤية مركز المجرة عن الأرض عن طريق تلسكوب الأشعة تحت الحمراء، وفيما يلي بعض الحقائق المتعلقة بها:^[٤][٥]

• تحتوي المجرة على مئات المليارات من النجوم، والتي لا يمكن لعيننا المجردة رؤية إلا جزء بسيط منها، نتيجة لبعدها، أو لأن الغيوم تغطيها، أو لبهتان ضوئها.  
• تتخذ المجرة شكلًا مسطحًا من الجانب يشبه القرص الرفيع، وذلك نتيجة لدورانها حول نفسها مع تحكم الجاذبية بها نفس الوقت. 
• تؤثر حركة المجرة المتواصلة ليلًا على تحديد موقعها، وبناءً على ذلك يعد الوقت عاملًا جوهريًا لنجاح عملية الرصد؛ إذ إنّ أفضل وقت لرؤيتها يكون ما بين منتصف مارس حتى منتصف أكتوبر.^[٦]
• يستحيل أخذ صورة لمجرة درب التبانة بشكل كامل، وما هو موجود من صور ليس إلا رسمًا توضيحيًّا لها، وذلك لبعد الأرض عن مركز المجرة.^[٧]

أسباب صعوبة رؤية مجرة درب التبانة

يصعب علينا رؤية المجرة من الأرض وذلك لعدّة أسباب، منها:^[٨][٩]

• حجم المجرة: يستحيل رؤية مركز المجرة من الأرض وذلك لبعدها عنه 28,000 سنة ضوئية، كما تفيد التقديرات بأن قطر المجرة يتراوح ما بين 100,000 إلى 120,000 سنة ضوئية.  
• التلوث الضوئي: أدّى انتشار الأضواء الصناعية بشكل واسع حول العالم إلى حجب رؤية النجوم ومجموعاتها، حيث يتمركز هذا التلوث غالبًا في أكثر البلدان تقدمًا مثل جنوب كوريا، وإيطاليا، وسنغافورة، كما يَحرِم هذا التلوث البشر من التأمل في السماء ليلًا. 
• انخفاض سطوع السطح: تصنف المجرة بأنها ذات سطوع منخفض، حيث تقل إضاءتها عن إضاءة سماء الأرض ليلًا مما يصعب رؤيتها، لا سيما في الأماكن التي تشهد تلوثًا ضوئيًا أو يعلو فيها ضوء القمر. 
• الغازات والغبار: يتراكم الغبار بين النجوم في المجرة لامتلائها به وبالغازات، مما يُصعّب من عملية رصد النجوم سامحًا للأشعة تحت الحمراء فقط بالمرور ورؤية ما بعمق المجرة؛ لذا يعد التلسكوب المُخصّص لهذا قيّمًا للغاية.  
• محدودية الأدوات: كان شح الأدوات قديمًا سببًا في التقدم البطيء لعلم الفلك، ولكن مع تطور الزمن وبعد اختراع أدوات الرصد، أصبح بالإمكان رؤية النجوم بوضوح، ورغم ذلك لا يعد هذا كافيًا لأخذ تصور كامل عن مجرة درب التبانة، فلن نستطيع السير قدمًا دون وجود الأدوات الكاملة.   

طرق أخرى لرؤية درب التبانة

توجد طرق أخرى تساعد على إيجاد درب التبانة، ومن ذلك:^[١٠][١١]

• إيجاد درب التبانة دون أدوات: عن طريق اختيار بقعة مظلمة، لا يوجد فيها أضواء صناعية مع تحديد الوقت الملائم للرصد من العام كما ذُكر، بالإضافة إلى أهمية تحديد اتجاه درب التبانة بالنسبة للموقع، فمثلًا يكون المركز ظاهرًا في النصف الجنوبي من السماء لمن يقبع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ومع الممارسة والمراقبة المستمرة يصبح من السهل تتبُّعها وإيجادها.   
• إيجاد درب التبانة عن طريق التليسكوب: تتنوع التلسكوبات تبعًا لسبب الاستخدام، فهنالك ما هو لرصد المجموعة الشمسية أو لأخذ صور لمجرات بعيدة مثلًا، وتتفاوت جودتهم حسب أسعارهم، ومن جهة أخرى يعد المنظار أداة جيدةً واقتصادية فهي مناسبة للمبتدئين، فالمنظار يكشف مناظر لا تُرى بالعين المجردة. 
• إيجاد درب التبانة عن طريق التطبيقات: لقد أصبح بالإمكان تحديد مواقع النجوم والكواكب والقدرة على تتبُّع درب التبانة عن طريق تطبيقات على الهاتف أو الحاسوب، وتوفّر هذه الآلية الكثير من الوقت في التنقل كما أنها تعطي تصورًا مسبقًا عن شكلها سواء قبل غروب الشمس أو بعده.  
• التمتّع بكماليات الرصد: بعد اختيار الطريقة المناسبة للرصد، يمكن إلحاق العملية بكماليات تضفي الراحة عليها، فعلى سبيل المثال مقعد مخصّص للمراقبة وطاولة قابلة للطيّ تُستخدَم لتنظيم الأدوات والمخطّطات عليها وكشافٌ بضوء أحمر يساعد على القراءة بشكلٍ أوضح.