كوكب المريخ هو رابع كواكب المجموعة الشمسية، وهو عالم بارد مغبر ذو طبيعة صحراوية وغلاف جوّي رقيق، وهو كوكب ديناميكي يمرُّ بأربعة فصول في السنة، ويمتلك قممًا قطبية جليدية وأودية وبراكين خامدة، ويحتوي على العديد من الأدلة حول أنَّه في القِدَم قد كان كوكبًا نشطًا، ومن الجدير بالذكر أن كوكب المريخ يعد من أكثر الأجرام السماوية خُضوعًا للاستكشاف، وهو الكوكب الوحيد الذي أُرسلت إليه مركبات فضائية تتجول فيه للقيام بالأبحاث.[١]
الخصائص الجيولوجية لكوكب المريخ
تضاريس سطح كوكب المريخ
يحتوي كوكب المريخ على العديد من السمات السطحية المثيرة للاهتمام والتي تم التقاطها لأول مرة عبر مسبار مارينير 9، ويمكن التقاطها الآن عبر تلسكوب هابل الفضائي مثل:[٢]
- براكين الدروع الهائلة: وهي براكين سُميت بهذا الاسم بسبب شكلها المشابه للدروع، ولكنها الآن براكين خامدة، إلا أن وجودها يشير إلى فترة النشاط البركاني الكبير على كوكب المريخ فيما مضى.
- شبكات كبيرة من الأودية: وهي أنظمة من الأودية الهائلة المتصلة ببعضها، ويعد المتسبب الرئيسي فيها هو حركة السطح، وليس عمليات التعرية.
- آثار التعرية الناتجة عن المياه الجارية قديمًا: وهي قنوات بطول 1500 كم وبعرض 200 كم، ناتجة عن جريان الماء، على الرغم من أن الغلاف الجوي الرقيق الحالي لكوكب المريخ لا يسمح بوجود الماء بشكله السائل، وإنما بشكله الغازي أو الصلب، فإن هذه الآثار تشير إلى أنه فيما مضى كان الغلاف الجوي لسطح المريخ أكثر كثافة؛ مما سمح بوجود الماء الجاري على السطح.
- آثار التعرية الناتجة عن الرياح: يدعم الغلاف الجوي لكوكب المريخ الرياح الموسمية عالية السرعة، وهي مرتبطة بسخونة السطح الناتجة عن حرارة الشمس، حيث تتكون العواصف الرملية التي تقوم بدورها بعمليات التعرية على السطح.
- الأقطاب الجليدية: تكبر وتتقلص هذه الأقطاب تبعًا لفصول كوكب المريخ، وتتكون هذه الأقطاب بشكل جزئي من الثلج الجاف؛ أي ثاني أكسد الكربون المتجمد، ومن جليد الماء.
غياب الصفائح التكتونية
على خلاف سطح كوكب الأرض الذي يتكون من صفائح تكتونية، يتكون سطح المريخ من صفيحة هائلة واحدة، لكن رغم هذا فإن سطحه يختبر الهزات الزلزالية وذلك ناتج عن تعرض القشرة للكسر والتصدع؛ بسبب الإجهادات الناتجة عن التقلص الضئيل الحاصل للكوكب نظرًا للانخفاض الضئيل المستمر في درجة حرارته، وقد أتاحت دراسة سرعة ومسافة انتشار هذه الذبذبات الزلزالية التعرف على الطبقات المكونة لكوكب المريخ، حيث تم جمع هذه المعلومات عن طريق المسبار الفضائي إنسايت.[٣]
الطبقات الداخلية للكوكب
يمتلك كوكب المريخ ثلاث طبقات مثل كوكب الأرض، وهي القشرة والستار والنواة، لكنها تختلف اختلافًا كليًا من حيث الحجم والتركيب:[٣]
- القشرة: وَجَد الباحثون أن قشرة كوكب المريخ أقل سُمكًا بكثير من المتوقع، حيث إن عمقها يتراوح بين 20-37 كم، وَوجدوا بأنها تتكون من طبقتين أو ثلاث طبقات مختلفة، بينما تمتد قشرة كوكب الأرض إلى نحو 100 كم على سبيل المقارنة.
- السِّتار: وهي طبقة ذات سُمُك كبير، وتمتد إلى نحو 1,560 كم أسفل القشرة.
- النواة: تبدأ هذه الطبقة بعد طبقة الستار، وهي طبقة هائلة الحجم؛ حيث تبدأ من منتصف نصف قطر الكوكب إلى مركزه، وهي نواة منصهرة مثل اللب الخارجي لنواة كوكب الأرض، وقد وُجد بأنها أكبر وأكثر انصهارًا من المتوقع، لكن لم يُكتشف بعد ما إذا كان كوكب المريخ يمتلك مركزًا صلبًا مثل كوكب الأرض، أم أن نواته منصهرة بالكامل.
معالم موجودة على كوكب المريخ
مثل كل من كوكبي الأرض والزهرة فإن كوكب المريخ يمتلك الجبال والوديان والبراكين، لكن تلك الموجودة على سطح المريخ أكبر بكثير، أبرزها:[٤]
- بركان جبل أوليمبوس: وهو البركان الأكبر في النظام الشمسي، ويصل ارتفاعه عن السطح إلى 26 كم تقريبًا، مما يجعله أعلى من جبل إيفريست بثلاث مرات، لكن قاعدة جبل أوليمبوس واسعة للغاية؛ إذ إنها بعرض 602 كم تقريبًا، فهو ليس منحدرًا كثيرًا، وقمته هائلة جدًا حتى أنها تنحني مع سطح كوكب المريخ، وإذا وقفت على حافة الجبل فإنك ستستطيع رؤية قمته في الأفق.
- أودية فاليس مارينيريس: وهو نظام الوديان العظيم الشهير للكوكب الأحمر، ويقع جنوب شرق بركان جبل أوليمبوس، ويمتد طوله إلى 4023 كم تقريبًا، وعلى عمق 7 كم تقريبًا، أي أنه أعمق بأربع مرات وأطول بخمس مرات من وادي الأخدود العظيم على كوكب الأرض، وهو بعرض 322 كم في أوسعه، وقد حصل هذا الوادي على اسمه من مسبار مارينير 9، وهو أول مسبار يتخذ مدارًا حول كوكب آخر غير كوكب الأرض، حيث وصل إلى المريخ في عام 1971م.
الخصائص السطحية لكوكب المريخ
يعد كوكب المريخ كوكبًا صخريًا، أي أنه كوكب أرضيٌّ صلبُ التكوين، حيث يتكون من المعادن التي تحتوي على الأكسجين والسيليكون والعناصر الأخرى التي تُكون الصخر:[٥]
- يتكون سطح كوكب المريخ بشكل أساسي من الصخور البازلتية ذات التركيبة الثوليتية (Basalt tholeiitic).
- يحتوي صخر البازلت المريخي على نسبة أعلى من السيليكا من صخر البازلت الأرضي، وهو أشبه بالصخور الأنديزيتية وزجاج السيليكا.
- تحتوي المناطق ذات الانعكاس المنخفض للأشعة على تراكيز عالية من الفلسبار البلاجيوكليز.
- تحتوي المناطق الشمالية ذات الانعكاس المنخفض للأشعة على صفائح من السيليكا وزجاج عالي السيليكون بتراكيز أعلى من الطبيعي.
- تحتوي أجزاء من المرتفعات الجنوبية على كميات وافرة من البيروكسينات عالية الكالسيوم.
- يتواجد في عدة مواقع على سطح المريخ كل من صخر الهيماتيت وصخر الزبرجد الزيتوني (صخر الأوليفين).
- يتغطى معظم سطح المريخ بكميات كبيرة من غبار أكسيد الحديد.
الخصائص الجوية لكوكب المريخ
إن الغلاف الجوي لكوكب المريخ أقل كثافة بـ 100 مرة من الغلاف الجوي للأرض، ويتكون من نسب الغازات التالية، وذلك حسب بيان الحقائق الصادر عن ناسا:[٦][٧]
- يتكون بنسة 95.32% من غاز ثاني أكسيد الكربون.
- يتكون بنسبة 2.7% من غاز النيتروجين.
- يتكون بنسبة 1.6% من غاز الآرغون.
- يتكون 0.13% من غاز الأكسجين.
- يتكون بنسبة 0.08% من غاز أول أكسيد الكربون.
- يحتوي على كميات قليلة من: الماء، وأكسيد النيتروجين، وغاز النيون، والديوتيريوم أو ما يعرف بالماء الثقيل، وكل من غازي الكريبتون والزينون.
هل توجد حياة على كوكب المريخ؟
من الممكن أن يكون كوكب المريخ قد آوى الحياة في غابر الأزمان، حتى أن البعض يخمن أن الحياة ما زالت موجودة على سطحه حتى اليوم، وقد تكهن بعض الباحثين بأن كوكب المريخ هو ما بدأ بذرة الحياة على الأرض أو العكس، وقد أسفرت نتائج الأبحاث حول وجود حياة على سطح المريخ إلى أن:[٦]
- عندما قامت بعثات فايكينغ المشهورة بالبحث عن الحياة في المريخ في أواخر السبعينيات، فإنها عادت خالية الوفاض، لكن نتائج هذه البعثات ما زالت جدلية حتى اليوم، لا سيما أنه تم الكشف عن مواد عضوية في عينة من تربة المريخ عندما تم تسخينها للاختبار، في حين أن مركبة فايكينغ لم تعثر على أي مواد عضوية، مما أشار إلى قصورها في الكشف عن حياة على المريخ.
- إن ما يدعم تخمينات وجود الحياة على سطح المريخ هو أن المحيطات قد غطت سطح المريخ فيما مضى، مما وَفر البيئة الملائمة لتطور الحياة.
- على الرغم من أن كوكب المريخ الآن ما هو إلا صحراء باردة، فقد أشار الباحثون إلى إمكانية وجود الماء الجاري في جوفه، مما يوفر بدوره ملاذًا لأنواع الحياة التي قد تكون موجودة حتى الآن، حيث إن العديد من الدراسات أشارت إلى وجود كميات كبيرة من جليد الماء في عمق باطن كوكب المريخ.
المراجع
- ↑ "MARS Overview", NASA, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ↑ "Surface Features of Mars", rochester university, Retrieved 11/12/2021. Edited.
- ^ أ ب Brandon Specktor (23/7/2021), "Scientists mapped the mysterious interior of Mars for the first time ever", live science, Retrieved 10/12/2021. Edited.
- ↑ MICHAEL GRESHKO, "Planet Mars, explained", national geographic, Retrieved 11/12/2021. Edited.
- ↑ "Surface Geology of Mars", planetary science, Retrieved 10/12/2021. Edited.
- ^ أ ب Tim Sharp (12/9/2017), "Mars' Atmosphere: Composition, Climate & Weather", space.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
- ↑ "Mars Fact Sheet", nasa, Retrieved 11/12/2021. Edited.