يعد كوكب الزهرة ثاني كواكب المجموعة الشمسية، وهو من أسخن الكواكب الشمسية، لذلك يصعب اكتشاف الكوكب عن قرب، نظرًا لشدة حرارته، كما يُسمى بتوأم الأرض؛ فهو من أكثر الكواكب التي تشبه الأرض، إذ إنه متطابق مع كوكب الأرض من حيث الحجم والكتلة،[١] كما أنه قريب في المسافة من الشمس حيث يبلغ بعده عن الشمس ما مقداره 108 مليون كيلومتر،[٢] وقد حصل كوكب الزهرة على اسمه نسبة إلى اسم آلهة الحب الرومانية، والتي كانت تعرف باسم أفروديت في البانتيون اليوناني، وقد كانت فينوس معروفة جيدًا بسبب جمالها الساطع كسطوع هذا الكوكب.[٣]
أسباب سخونة كوكب الزهرة
يتكون الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بشكل رئيسي من ثاني أكسيد الكربون؛ إذ يشكل 95% من الغلاف الجوي، والعديد من السحب التي تتكون من قطرات حمض الكبريتيك[٤]، ويعمل الغلاف الجوي الكثيف لهذا الكوكب على حبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى درجات حرارة سطحية عالية بالإضافة إلى أن الجو يحتوي على العديد من الطبقات، وتتميز كل طبقة من هذه الطبقات بدرجة حرارة مختلفة، إذ إن الغيوم البعيدة حوالي 48 كيلومترًا من سطح كوكب الزهرة لها تقريبًا نفس درجة الحرارة التي على سطح كوكب الأرض[٥]، بالإضافة إلى أن تبخر المياه الموجودة على كوكب الزهرة يعمل على حصر المزيد من الحرارة، كما أن وجود النشاط البركاني على سطح هذا الكوكب يساهم في ارتفاع درجات الحرارة.[٤]
المناخ على كوكب الزهرة
يبلغ متوسط درجة الحرارة على كوكب الزهرة ما مقداره 464 درجة مئوية[٦]، وأعلى درجة حرارة تصل لما مقداره 471 درجة مئوية[٧]، ويتميز الكوكب بالضغط الجوي المرتفع، وسرعة رياحه المنخفضة[٨]، ولكن سرعة الرياح يمكن أن تصل إلى 360 كم في الساعة في طبقة السحابة الوسطى، وتعد هذه الرياح أسرع من أسرع إعصار على سطح كوكب الأرض[٧].
نبذة عن كوكب الزهرة
الخصائص الفيزيائية
فيما يلي أبرز الخصائص الفيزيائية لكوكب الزهرة:[٩]
- يتميز سطح الزهرة بأنه جاف، وصخري
- يتكون الكوكب بشكل رئيسي من السهول، ولا توجد المرتفعات إلا في بعض المناطق البعيدة، حيث تفصل بينها مئات الكيلومترات.
- يتكون سطح الكوكب من بعض النظائر المشعة للعناصر الطبيعية مثل: اليورانيوم، والبوتاسيوم، والثوريوم، بالإضافة لاحتوائه على العديد من العناصر كالسيليكون، والألومنيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والتيتانيوم، والمنغنيز، والكبريت، كما يحتوي على تركيزات منخفضة من بخار كلوريد الحديد في غلافه الجوي.
- يتميز سطح الكوكب بأنه مضاء بالضوء الأصفر البرتقالي الذي تُمكن رؤيته خلال الغيوم.
- تبلغ كتلة الكوكب ما مقداره 4.87x1024 كيلوغرام[١٠].
- تبلغ كثافة الكوكب ما مقداره 5.243 كيلوغرام لكل متر مكعب[١٠].
- يبلغ قطر الكوكب ما مقداره 12.104 كيلومتر[١٠].
- يستغرق ضوء الشمس زمنًا مقداره ست دقائق للوصول من الشمس إلى كوكب الزهرة[١١].
- يتميز كوكب الزهرة بعدم وجود أقمار أو حلقات[١٢].
الخصائص المدارية
يتميز مدار الزهرة ودورانها حول الشمس بأنه غير عادي، ومن أبرز خصائص الكوكب المدارية:[١١]
- يتميز كوكب الزهرة بأنه واحد من الكوكبين اللذين يدوران من الشرق إلى الغرب، حيث يسير عكس الكواكب الأخرى مثل كوكب أورانوس.
- يكمل كوكب الزهرة دورة واحدة في 243 يومًا من أيام الأرض، وهو اليوم الأطول ضمن كواكب النظام الشمسي.
- يكمل كوكب الزهرة دورة كاملة حول الشمس؛ أي أن سنته تساوي 225 يومًا من أيام الأرض.
- يتميز مدار الكوكب حول الشمس بأنه أكثر دائرية من أي كوكب آخر في النظام الشمسي؛ أي يكون تقريبًا دائرة مثالية؛ لأن مدارات الكواكب الأخرى تكون بيضاوية الشكل.
- يتميز كوكب الزهرة بميل محور صغير جدًا فقط مقداره 3 درجات.
حقائق أخرى مدهشة عن الزهرة
فيما يلي بعض أبرز الحقائق المدهشة عن كوكب الزهرة[١٣][١٤]:
- تعد التصدعات من أكثر السمات التكتونية روعة على كوكب الزهرة، حيث تشع هذه التصدعات من المركز إلى الخارج، وتقع أرضيات هذه التصدعات عادة على بعد 1-2 كم تحت التضاريس المحيطة على الكوكب.
- تعد التيجان أو الأكاليل شكلًا من أشكال الأرض التي يعود أصلها لآثار النفط الساخنة والمواد التي تطفو على السطح، كما تنشأ هذه التيجان تحت سطح الأرض، ويمكن أن تتطور وتقترب من السطح؛ مما ينتج منها صعود الصخور فوقها، وتكسير في سطح الكوكب مما ينتج نمطًا دائريًا إلى بيضاوي من الكسور والتلال.
- يتميز سطح كوكب الزهرة بوجود بلاط الفسيفساء، وهي من المناطق الجيولوجية المعقدة، وهي عبارة عن مجموعة التلال والأحواض المتوازية القادمة من مختلف الاتجاهات، والتي تتقاطع مع بعضها.
- يعد كوكب الزهرة من ألمع الكواكب لذلك يمكن رؤيته من الأرض، ويعد ثاني ألمع كائن في الفضاء بعد القمر.
- يكون اليوم على كوكب الزهرة أطول من سنته، فيدور الكوكب ببطء بسبب جاذبية الشمس.
دورة حياة كوكب الزهرة
في نهاية عام 2016 أضاء كوكب الزهرة بشكل كبير وكان بارزًا في السماء، وفي ديسمبر من عام 2016 تحرك الكوكب من شرق برج القوس إلى برج الجدي، وفي 12 يناير عام 2017م وصل كوكب الزهرة لأكبر استطالة، وكانت على بعد 47.1 درجة من الشمس، وأضاء بنسبة 50%، كما أنه كان على بعد نصف درجة من كوكب نبتون، وهذا ما سمح برؤية كلا الكوكبين نبتون، والزهرة في نفس التلسكوب، ثم بدأ الكوكب بالتحرك باتجاه الشمس، وبدأ بالنمو في الحجم في ربيع عام 2017م، ثم تحول لهلال نحيل في 25 مارس، وفي نهاية عام 2017 لم يعد بالإمكان تمييز كوكب الزهرة؛ وذلك بسبب ضوء الشمس الساطع، وتعود هذه الدورة من جديد في الأعوام القادمة[١٥].
كواكب ساخنة أخرى في المجموعة الشمسية
كما ذكر سابقا فإن كوكب الزهرة من أسخن كواكب المجموعة الشمسة، كما يجدر الذكر أن الكواكب القريبة من الشمس تكون درجة حرارتها أعلى من الكواكب البعيدة عن الشمس، ومن أعلى 5 كواكب في درجة الحرارة ما يلي[١٦]:
- كوكب عطارد: يعد كوكب عطارد ثاني أسخن الكواكب حيث تبلغ درجة حرارته 430 درجة مئوية خلال النهار، وتصل إلى -180 درجة مئوية خلال الليل.
- كوكب الأرض: يبلغ متوسط درجة حرارة الأرض ما مقداره 16 درجة مئوية.
- كوكب المريخ: يبلغ متوسط درجة حرارة كوكب المريخ ما مقداره -28 درجة مئوية.
- كوكب المشتري: يبلغ متوسط درجة حرارة كوكب المشتري ما مقداره -108 درجات مئوية.
- كوكب زحل: يبلغ متوسط درجة حرارة كوكب زحل ما مقداره -138 درجة مئوية.
المراجع
- ↑ "Diagram of the Solar System", universetoday, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ↑
- ↑
- ^ أ ب
- ↑
- ↑ "A guide to the planets: Venus", skyatnightmagazine, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ^ أ ب
- ↑
- ↑
- ^ أ ب ت "Venus Statistics", windows2universe, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ^ أ ب "Venus", solarsystem.nasa.gov, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ↑
- ↑ "VENUS", britannica, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ↑ "10 Interesting Facts About Venus", worldatlas, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ↑ "A Brief Guide to Observing the Planet Venus", cosmicpursuits.com, Retrieved 10-4-2021. Edited.
- ↑ surface temperatures tend to get colder the,(430°C) during the day, -290°F (-180°C) at night "Solar System Temperatures", solarsystem.nasa.gov, Retrieved 10-4-2021. Edited.