هل سمعت من قبل عن مجرة العين السوداء؟

ما هي مجرة العين السوداء؟

مجرة العين السوداء (بالإنجليزية: The black eye galaxy) هي مجرة حلزونية تقع على بعد 17 مليون سنة ضوئية من الأرض في كوكبة كوما بيرينسيس، تم اكتشاف هذه المجرة في عام 1779م من قبل عالم الفلك الإنجليزي إدوارد بيجوت، ومن الجدير بالذكر أنه يطلق عليها أيضاً اسم العين الشريرة بسبب مظهرها حيث يحيط بها الشريط المظلم من الغبار الذي يجتاح جانباً واحداً من نواتها الساطعة؛ مما يجعلها تبدو كعين مظلمة، حيث قام مسبار هابل التابع لوكالة ناسا الفضائية بالتقاط العديد من الصور لها، بالإضافة إلى ذلك، يشار إلى على هذه المجرة فضائياً بالرمز NGC 4826،^[١] أو بالرمز M64.^[٢]

معلومات عن مجرة العين السوداء

تتميز مجرة العين السوداء بالعديد من الخصائص، ومن أهمها:

الشكل والبنية

لعل من أشهر ما يميز مجرة العين السوداء هو شكلها، فعلى الرغم من أنها مجرة حلزونية الشكل مثل العديد من المجرات الأخرى، إلا أنها تمتلك شكلاً حلزونياً يختلف عن غيرها من المجرات، يعود ذلك إلى حركة الغازات فيها، حيث تتحرك الغازات حركة دورانية بحيث أن الغازات الموجودة في المناطق الخارجية من هذه المجرة والغازات الموجودة في مناطقها الداخلية تتحركان في اتجاهين متعاكسين، إحداهما مع عقارب الساعة والأخرى عكسها.^[٢]

ومن الجدير بالذكر، أن حركة الغازات فيها تسمى بالحركة الرجعية (بالإنجليزية: retrograde motion)، كما يعتقد أنها تكونت بفعل تصادم مجرتين ببعضهما البعض، مما قد يعطي تفسيراً لحركة الغازات فيها باتجاهين متعاكسين، والذي يساهم في إعطائها شكلها المميز الذي يختلف نوعاً ما عن غيرها من المجرات الحلزونية.^[٣]

التكوينات النجمية

تتشكل النجوم الجديدة في هذه المجرة في المنطقة التي تصطدم فيها الغازات المضادة للدوران، أي في المنطقة التي تتلاقى فيها الغازات الخارجية بالغازات الداخلية التي تدور باتجاه معاكس لها، حيث تحدث التفاعلات اللازمة لتوليد النجوم في تلك المناطق من هذه المجرة.^[١] بالإضافة إلى ما سبق، يقدر علماء الفلك عدد النجوم في هذه المجرة بما يقارب المئة بليون نجم.^[٣]

اللمعان

تمتلك مجرة العين السوداء درجة لمعان تبلغ 9.8، ويتضح في الصور الفضائية الخاصة بها عبر مسبار هابل مناطق ذات لمعان أزرق اللون، حيث يمثل هذا اللمعان مناطق تكوين النجوم الجديدة في مناطق تلاقي الغازات متعاكسة الاتجاه، بالإضافة إلى ذلك، تشتهر المجرة بنطاق الغبار الواسع الذي يمتص الضوء عبر منطقتها الوسطى، مما قد يحجب النجوم الموجودة في قلب المجرة، ولهذا قد يبدو مظلماً.^[٢]

الحجم

يبلغ قطر مجرة العين السوداء ما يقارب 26,500 سنة ضوئية، فهي أصغر من العديد من المجرات الأخرى حيث يتم تقدير حجمها بأقل من ربع حجم المجرات الأكبر مثل مجرة أندروميدا.^[٣]

رصد المجرة

على عكس بعض المجرات التي يسهل رصدها بالتيلسكوب، فإن هذه المجرة ليست المجرة الأكثر سهولة للرصد، ويمكن النظر بالتيليسكوب 19 درجة غرباً، وإلى شمال رابع ألمع نجم في سماء الليل، ألا وهو نجم أركتوروس، أو يمكن رصدها من خلال النظر بدرجة واحدة شمال غرب النجم كوماي بيرنيس الذي يقع على بعد أربع إلى خمس درجات شمال شرق دياديم.^[٢]