اعتبرت مجرة أندروميدا (بالإنجليزية: Andromeda Galaxy) سابقًا بأنها إحدى مكونات مجرة درب التبانة، وسميت حينها باسم سديم أندروميدا؛ وذلك لأنه يشابه كتل الغاز المشعة الأخرى المتواجدة داخل النظام المجري المحلي، لكن تبين لاحقًا مع علماء الفلك في عام 1920م أن مجرة أندروميدا عبارة عن مجرة منفصلة توجد وراء مجرة درب التبانة، ويطلق عليها أيضا اسم مجرة المرأة المسلسلة، حيث تتسم بأنها مجرة حلزونية الهيكل، كما تبعد من الأرض ما يقارب 2,480,000 سنة ضوئية، ويبلغ قطرها 200000 سنة ضوئية تقريبًا، كما تظهر مجرة أندروميدا على شكل ضبابي مثل الحليب، وتعتبر من المجرات التي من الممكن رؤيتها بالعين المجردة.[١]


أين تقع مجرة أندروميدا؟

تعتبر مجرة أندروميدا أكبر مجرة قريبة من مجرة درب التبانة؛ حيث تبعد ما يقارب 2.2 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهي المجرة الوحيدة التي من الممكن النظر إليها من نصف الكرة الشمالي دون استخدام التلسكوبات، كما تساوي كتلتها ضعف كتلة مجرة درب التبانة، وتتشابه أيضا معها في الحجم، والهيكل، ومن الممكن رؤيتها بوضوح في السماء في أواخر شهر سبتمبر، وبدايات شهر أكتوبر؛ بحيث تشرق مثل بقعة ضبابية الشكل عند حلول الظلام.[٢][٣]


البحث عن مجرة أندروميدا

تحتاج عملية البحث عن موقع مجرة أندروميدا إلى مخطط نجمي وهو أصغر بكثير مقارنة بالرسم البياني الحقيقي، ويجب أن تكون السماء مظلمة، ويشمل ذلك عدم وجود القمر أثناء البحث عنها، واعتمد علماء الفلك على طريقة تساعدهم في العثور على موقع مجرة أندروميدا؛ تتضمن هذه الطريقة الانتقال من الأجسام الساطعة التي من السهل رؤيتها إلى الأجسام الباهتة التي يصعب رؤيتها، مثل المجرات، وفيما يلي مسارات البحث عن المجرة:[٤]

  • المسار الأول: يبدأ من كوكبة ذات الكرسي؛ حيث تقع فوق الأفق عند خطوط العرض الوسطى الشمالية أمام النجم الشمالي، وتتخذ نجومها الخمسة شكل حرف W بالإنجليزية، ومن الجانب الأيمن لهذا الشكل في السماء توجد مجرة أندروميدا.
  • المسار الثاني: يبدأ بساحة بيغاسوس الكبرى؛ حيث تنمو من هذه الساحة سلسلتان من النجوم التي تكون مجرة أندروميدا في الزاوية اليسرى العليا، ويحتاج هذا المسار إلى معرفة أكثر بالنجوم، مما يجعل النتيجة حول موقع مجرة أندروميدا أكثر دقة.


مسار مجرة أندروميدا

تنبأ علماء الفلك سابقًا بأن الاصطدام الذي سوف يحدث بين مجرة درب التبانة ومجرة أندروميدا سيكون في وقت يقدر بحوالي 3.9 مليار سنة، لكن تبعًا للبحث الجديد المعتمد على الملاحظات الصادرة من مركبة الفضاء الأوروبية جايا (Gaia)؛ فقد قدر الفلكيون بأن الاصطدام بين المجرتين سوف يقع بعد ما يقارب 4.5 مليار سنة من الآن، كما استطاع الفلكيون أيضًا بواسطة مركبة جايا التي أطلقت في ديسمبر 2013 من بناء خريطة ثلاثية الأبعاد؛ لمراقبة النجوم المتواجدة في مجرة درب التبانة، ومجرة أندروميدا، ومجرة المثلث الحلزوني.[٥]


وهناك أبحاث حديثة تقول بأن الاصطدام بين المجرتين قد بدأ؛ ويعود تفسير ذلك إلى أن جميع المجرات تحاط بغلاف خارجي يتكون من الغاز والغبار، والنجوم التائهة، وتوصل علماء الفلك من خلال قياس حجم هالة أندروميدا إلى أنها تمتد نصف المسافة إلى مجرة درب التبانة؛ أي ما يعادل 1.3 مليون سنة ضوئية، كما افترض العلماء أن هالة درب التبانة ستكون متشابهة مع هالة مجرة أندروميدا، اعتمادًا على التشابه بينهما من حيث الحجم، والهيكل؛ وذلك لصعوبة دراسة خصائص هالة درب التبانة، وبالتالي فقد يكون التلامس بين هالات المجرتين قد حدث، وهذا يعني أن الاصطدام بينهما بدأ.[٦]


وسوف يؤدي حدوث الاصطدام بين مجرة درب التبانة، ومجرة أندروميدا لتكوين مجرة إهليجية كبيرة، أو على شكل كرة قدم، ومن المتوقع أيضًا أن تصطدم النجوم متأثرة بهذا الاندماج، وسوف تتأثر الشمس بهذا الاندماج؛ حيث يزداد سطوعها، وتتطور لتصبح نجمًا عملاقًا أحمر اللون بعد ما يقارب 7.5 مليار سنة من الآن، كما سيؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.[٧]


معلومات وحقائق عن مجرة أندروميدا

فيما يلي معلومات وحقائق أخرى عن مجرة أندروميدا:[٨][٩]

  • يوجد ما يقارب تريليون نجم في مجرة أندروميدا، وتبلغ كتلتها 400-700 مليار كتلة شمسية، كما تحتوي مجرة أندروميدا على ثقب أسود هائل جدًا في مركزها، وانتفاخ مركزي أكبر من ذلك الموجود في مجرة درب التبانة؛ حيث يسمح بتشكيل ثقوب سوداء جديدة إضافية، وتتميز مجرة أندروميدا عن مجرة درب التبانة بامتلاكها نواة مزدوجة؛ نتيجة حدوث اندماج مجرتين صغيرتين معًا سابقًا، وتوجد النوى الآن في مدار حول بعضها البعض.
  • تحتوي مجرة أندروميدا على ذراعين على الأقل، وأيضًا حلقة من الغبار، ومن المتوقع أنها جاءت من المجرة الأصغر.
  • تتحرك مجرة أندروميدا باتجاه مجرة درب التبانة بسرعة تتراوح بين 100-140 كيلومترًا في الثانية، كما توصل العلماء بمساعدة تلسكوب هابل الفضائي إلى أن السحب العملاقة الموجودة حول مجرة أندروميدا هي عبارة عن بقايا نجوم من مجرة قديمة.[١٠]


المراجع

  1. "Andromeda Galaxy", britannica, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  2. "Andromeda Galaxy", astro.indiana, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  3. "Meet the Andromeda galaxy, the closest large spiral", earthsky, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  4. "How to Find the Andromeda Galaxy", space, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  5. "We Finally Know When Our Milky Way Will Crash Into the Andromeda Galaxy", space, Retrieved 20/05/202. Edited.
  6. "Milky Way and Andromeda galaxies are already merging", earthsky, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  7. "Milky Way and Andromeda galaxies are already merging", earthsky, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  8. "15 Interesting Andromeda Galaxy Facts", astronomytrek, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  9. "Andromeda Galaxy Facts", space-facts, Retrieved 20/05/2021. Edited.
  10. "20 Interesting Andromeda Galaxy Facts", factslegend.org, Retrieved 20/05/2021. Edited.