مجرة درب التبانة هي عبارة عن مجموعة كبيرة من النجوم والغازات والسّدم (الغبار الكوني) المجتمعة بسبب تأثير جاذبية النجوم على بعضها البعض منتجة أذرع لولبية تجعل من شكل المجرة حلزونيًا، ومنها ذراع الجبّار (بالإنجليزية: Orion) الذي يقع عليه نظامنا الشمسي،[١] والذي تدور فيه الكواكب والأجرام السماوية الأخرى حول النجم الأم وهي الشمس التي تمد جميع هذه الأجرام بالطاقة.[٢]
كم شمس في مجرة درب التبانة؟
يوجد ما يزيد عن 3200 نظام شمسي، وكل واحد منها مكون من نجم ونظام كوكبي خاص به، وحتى الآن أثبتت الدراسات أن الكواكب تلك ذات تنوع واختلاف كبير، فبعضها يكون ذا كتلة كبيرة وجاذبيته عالية، وبعضها مغمور بماء سائل، ويصل عدد النجوم الفعلي في المجرة إلى 400 مليار نجم، و7% منهم فقط يعتبر شمس أي نجم من نوع (G)، أي أقل من ٦ مليارات نجم يصنف على أنه شمس،[٣][٤]لكنها تختلف عن شمسنا الموجودة في نظامنا الشمسي في كتلتها، وحجمها، ودرجات حرارتها، وطيفها الضوئي، وخصائصها، وعدد كواكبها، وبعدها عن الأرض.[٥]
كيف يتم اكتشاف الأنظمة الشمسية البعيدة؟
تم اكتشاف أول كوكب يدور حول نجم آخر عام 1995 من قبل العالمين ميشيل مايور وديدييه كيلوز، وذلك أثناء مشاهدة نجم يتمايل في مرصد جنيف بسويسرا، كما اكتُشِفت بعدها بعض الأنظمة الشمسية بشكل مختلف، فأثناء رصد كوكب آخر وجِدَ أنه يخفي جزء من ضوء النجم الذي بجانبه، وبذلك اكتشف العلماء أنه يدور حول شمسه وكانت هذه هي الطرق الأولية لاكتشاف الأنظمة الشمسية، وبعد ذلك توالت البعثات التابعة لوكالة ناسا مثل بعثة كبلر التي عثرت على 2600 كوكب تابعة لأنظمة شمسية مختلفة، وذلك خلال دراسة استمرت 9 سنوات، لكن تلك الكواكب تصعب دراستها في الكثير من الأحيان، وذلك لبعدها عن الأرض، وأيضاً لأنها تدور حول شموس مشرقة، وذات وهج قوي جدًا، لدرجة أنها تحجب الرؤية عما حولها من كواكب وغيره.[٦][٧]
ويواصل العلماء إرسال مهمات القمر الصناعي كمهمة (TESS) التابعة لوكالة ناسا أيضًا لمراقبة تلك الكواكب، ومعرفة خصائصها قدر الإمكان،[٤] كما اعتمد العلماء في اكتشاف الكواكب على تأثيرات دوران الكواكب حول النجوم التي تدور حولها، عند دراسة أي نجم إذا كان النجم متذبذبًا في حركته ولا يدور بشكل مثالي حول المركز، فذلك يدل على وجود كواكب لا تظهر في التيلسكوبات بسبب حجمها الذي يعتبر صغيرًا نسبة للنجم، فالكوكب يشوش على ظهور شمسه، ويحجب قليلًا من ضوئها، ويجعلها أقل سطوعًا عندما يمر من أمامها، بالإضافة إلى أن اختلاف سطوع الشموس يساعد العلماء على معرفة أحجام الكواكب التي تدور حولها.[٦][٧]
معلومات وحقائق عن مكونات المجرة
فيما يلي بعض المعلومات الأخرى حول الشمس، والنجوم، والكواكب في المجرة بشكل عام:[٦]
- تشكل النجوم 3% من كتلة المجرة، وهذه نسبة كبيرة جدًا، لأن 90% من المجرة تعتبر مادة مظلمة أو ثقبًا أسود، وما تبقى هو الغاز والغبار، أما الكواكب والأجرام السماوية وما تحتويها من مكونات؛ فإنها لا تُعد مشمولة في هذه الكتلة؛ وذلك لأنها لا تساوي شيئًا أمام الحجم الهائل للمجرة.[٨]
- تعد النجوم من نوع G نجومًا شبيهة بالشمس، إذ تملك نظامًا شمسيًا، وتملك كواكب شبيهة بالأرض تبعد عن الشمس مسافة معتدلة؛ مما يجعل من درجات حرارة الكوكب معتدلة أيضًا، لذلك يعتقد العلماء أن هنالك احتمالية لوجود حياة على سطحها.[٣]
- سيتم قريبًا إطلاق بعثة جديدة تسمى جايا (Gaia) إلى مجرة درب التبانة لمراقبة مليار نجم، ودراسة خصائصها خلال 5 سنوات.[٩]
- يوجد كوكب خارج مجموعتنا الشمسية يدعى كيبلر 16 بي (Kepler-16b) يدور حول نجمين؛ لذلك في غروبه ستظهر شمسان، كما يوجد هناك نظام كوكبي لنجم آخر مكون من 7 كواكب، وعند الوقوف على أحد كواكبه ستُرى جميع الكواكب الأخرى من السطح.[٤]
- توجد مجموعة من الكواكب الخارجية غريبة الأطوار تسمى بالكواكب غير المركزية، وهي كواكب غازية عملاقة تم رصدها وهي تتحرك بمدارات بيضاوية بسبب مرور كوكبين كبيرين بالقرب من بعضهما البعض على عكس الكواكب الغازية في نظامنا الشمسي التي تملك مدارات دائرية.
- تم اكتشاف أول نظير لكوكب المشتري في عام 2002 في مرصد جنيف الفلكي، إذ تتعادل كتلته مع كتلة المشتري، لكن الفرق بينهما هو الوقت الذي يستغرقه كل منهما للدوران حول الشمس، حيث يحتاج كوكب المشتري 12 عامًا للدوران حول شمسنا، أما نظيره فيحتاج 7 سنوات للدوران حول شمسه.
- اكتشفت بعثة كيبلر (Kepler) كواكب صخرية تشبه الأرض تقع على مسافة معينة من شموسها، تجعل حرارتها ملائمة للحياة وتدل على وجود الماء السائل فيها، مما يجعل الحياة ممكنة على سطحها.[٧]
المراجع
- ↑ "About Galaxies", LBI Education.
- ↑ Emily Sohn (8/5/2007), "Tow Suns in the Sky", Science News for Students.
- ^ أ ب "TRENDING SCIENCE: Are we alone? Discovery of billions of Earth-like planets may hold the answer", CORDIS.
- ^ أ ب ت "How Many Solar Systems Are In Our Galaxy", NASA Space Place(Explore Earth and Space).
- ↑ "Stars as Suns & The Plurality of Worlds", Library of Congress.
- ^ أ ب ت "How Many Planets Are Outside Our Solar System", the European Space Agency.
- ^ أ ب ت "What Is an Exoplanet", NASA Space Place .
- ↑ Elizabeth Howell, "How Many Stars Are in the Milky Way?", Space.
- ↑ "How many stars are there in the Universe?", the European Space Agency.