لماذا سميت السدم بهذا الاسم؟

السديم هو عبارة عن سحابة عملاقة من الغبار والغاز التي تتواجد في الفضاء، والسدم هي جمع سديم؛ إذ تأتي بعض السدم من الغاز والغبار الناتج عن انفجار نجم محتضر، وأيضًا هناك السدم الأخرى التي تعتبر المادة الأولية التي تبدأ منها النجوم الجديدة بالتشكل.^[١]

السديم

فيما يلي نوضح شرح معنى السديم، وسبب التسمية:^[٢][٣]

• يعرف السديم بأنه عبارة عن سحب عديدة تتكون من الغازات أو الغبار في الفضاء بين النجوم.
• كان السديم قد أخذ اسمه من اللغة اللاتينية، ويعني في اللاتينية الضباب أو السحابة.
• كان قد ظهر اسم السديم في اللغة الإنجليزية في أوائل القرن السابع عشر، حيث أشار اسم السديم في اللغة الإنجليزية إلى بقعة غائمة أو غباش على العين تتسبب في مشاكل في الرؤية، وقد تم إطلاقه لأول مرة على سحب كبيرة من الغاز والغبار بين النجوم في أوائل القرن الثامن عشر.
• ظهر الاستخدام الأول لمصطلح nebulous أي السديم في اللغة الإنجليزية في أواخر القرن الثامن عشر، أي بعد اكتشاف السدم بين النجوم.
• كان يطلق مصطلح السديم فيما مضى على أي جسم ضبابي يشبه الغيوم متواجد في الفضاء، حتى أن مصطلح السدم كان يطلق على ما يُعرف الآن باسم المجرات خارج مجرة ​​درب التبانة.
• يطلق مصطلح السدم الآن على السحب الفعلية للغاز والغبار داخل مجرتنا مجرة درب التبانة.
• يعود السبب وراء إطلاق اسم السديم في البداية إلى أنه كان مصطلحًا يطلق على أي شي في السماء؛ حيث كان الهدف منه هو التسهيل في التعرف على الظواهر، حتى السدم والمجرات والكواكب الخارجية، فهناك غرض من التسمية بهذه الأسماء وذلك لتوفير أسماء بسيطة وواضحة لا لبس فيها.^[٤]

تاريخ اكتشاف السدم 

 فيما يلي شرح وتوضيح كيفية اكتشاف السدم وتاريخها:^[٥]

• كان اكتشاف السدم من قبل العلماء منذ زمن طويل جدًا، وذلك كان عن طريق الصدفة؛ إذ لاحظ علماء الفلك العديد من الأجسام الغامضة في السماء في فترات المساء خلال العصور الكلاسيكية القديمة والعصور الوسطى، ثم قام العلماء بتسجيل أول ملاحظة مسجلة في عام 150م، عندما لاحظ بطليموس وجود خمس نجوم غامضة، وقد دوّن هذا في كتابه.
• قام عالم الفلك عبد الرحمن الصوفي بأول ملاحظة لسديم حقيقي، إذ وصفها العالم الصوفي بأنها عبارة عن سحابة صغيرة ظاهرة في جزء من السماء خلال الليل، والتي عرفت الآن باسم مجرة ​​المرأة المسلسلة.
• كان قد تم اكتشاف سديم السرطان في الرابع من يوليو عام 1054م، حيث كان مرئيًا لعلماء الفلك على الأرض، وتم التعرف على الملاحظات المسجلة التي قام بها علماء الفلك العرب والصينيين.

تشكل السدم وتكوينها

فيما يلي نذكر طريقة تشكل السدم وتكوينها وعلاقتها بتشكل النجوم:^[٢][٣]

• تتكون السدم من الغبار والغازات، وهذه الغازات التي تتكون منها السدم معظمها من غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم؛ إذ تبدأ العملية من لحظة انتشار الغبار والغازات في السديم بشكل كبير، ثم تبدأ المرحلة الثانية بسبب الجاذبية التي بدورها تسبب تجميع كتل الغبار والغاز معًا ببطء، إضافةً إلى ذلك فكلما كبرت هذه الكتل، أصبحت جاذبيتها أقوى وأقوى.^[١]
• تصبح بعدها هذه الغازات والغبار عبارة عن كتلة من الغبار والغاز كبيرة جدًا، ثم تنهار بفعل جاذبيتها؛ إذ يؤدي هذا الانهيار إلى تسخين المادة الموجودة في مركز السحابة، وتكوين ما يعرف بالسدم.^[١]
• يمكن أيضًا اعتبار بعض هذه السدم ناتجة عن بقايا انفجار مستعر أعظم، والبعض الآخر عبارة عن تكاثف للغازات في الوسط بين النجمي بفعل الجاذبية، وهذا التكاثف من الغازات الذي كوّن السدم يمكن أن يصبح لاحقًا في بعض الحالات موقعًا لتشكيل نجوم جديدة.
• تعد تركيبة السدم الكيميائية متجانسة، وتتوافق مع تركيبة الكون الكيميائية، فتتكون 90% تقريبًا من ذرات الهيدروجين وما تبقى كله تقريبًا يتكون من ذرات الهيليوم والأوكسجين والكربون والنيون والنيتروجين وبعض العناصر الأخرى التي تشكل ذرتين بالألف.^[٦]

معلومات أخرى عن السدم

فيما يلي بعض المعلومات الأخرى عن السدم:

• يمكن معرفة الحجم الحقيقي لأي سديم من قطره الزاوي، فعادةً ما يكون نصف قطر السدم الكوكبية بضعة أعشار السنة الضوئية، ومنها ما يمتد ليصل إلى 30,000 سنة ضوئية ولكن عندها يصبح السديم ضعيفًا لدرجة أنه لا يمكن تمييزه عن الغاز بين النجمي المحيط به.^[٧]
• تتميز السدم بشكل عام بأنها ساطعة أو داكنة، وبين هذه السحب توجد سحب باردة تعكس الضوء من النجوم القريبة التي يطلق عليها اسم السدم الانعكاسية، والسحب المتأينة الساخنة التي تتوهج بضوئها والتي تسمى السدم الانبعاثية، والسدم المظلمة، والسحب الباردة التي تمتص الضوء العابر من النجوم الخلفية تسمى أيضًا بسدم الامتصاص.