ما هو الكويكب الذي يقترب من الأرض؟

تعد الكويكبات من الأجسام القريبة من الأرض إلى جانب المذنبات، والتي تم دفعها بواسطة جاذبية الكواكب القريبة في مدارات تسمح لها بدخول جوار الأرض، وتعتبر الكويكبات من الآثار المتبقية التي لم تتغير نسبيًا من عملية تكوين النظام الشمسي منذ ما يقارب 4.6 مليار سنة، حيث إن الأجسام القريبة من الأرض لها مسار يجعلها ضمن حدود 1.3 وحدة فلكية من الشمس؛ أي بمعنى في حدود 0.3 وحدة فلكية من مدار الأرض، ويمثل اقتراب الكويكبات من كوكب الأرض أخطارًا كارثية ممكنة.^[١][٢]

الكويكب الذي يقترب من الأرض

يعتبر الكويكب 2001 FO32 بأنه أكبر كويكب يقترب من الأرض؛ وفيما يلي بعض المعلومات عنه:^[٣][٤]

• يتحرك بسرعة 124,000 كم/ ساعة، وقالت وكالة ناسا الفضائية إن سبب اقتراب هذا الكويكب من الأرض يعود إلى أن مداره شديد الانحراف حول الشمس، فهو يميل 39 درجة إلى المستوى المداري للأرض.
• يعد أقرب موقع لكويكب 2001 FO32 من الأرض الآن يساوي نحو 5.25 ضعف المسافة بين الأرض والقمر.
• تم اكتشاف كويكب 2001 FO32 في عام 2001 من خلال برنامج لينكولن لأبحاث الكويكبات القريبة من الأرض، وبالاعتماد على القياسات البصرية تم تقدير عرضه بأنه يساوي 1 كيلومتر، بينما في الملاحظات الصادرة من قبل نيووايز تبين أن الكوكيب باهت عند ملاحظته في الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، وهذا يعني أن قطره قد يقل عن كيلومتر واحد؛ حيث أظهر التحليل الذي قام به فريق نيووايز أن عرضه يتراوح بين 440 و680 مترًا.

أصل الكويكب الذي يقترب من الأرض

تأتي معظم الكويكبات التي تقترب من سطح الأرض من حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، حيث يمكن للتصادم بين الكويكبات أن يطرد الفتات في مدارات عبور الأرض، وقد يكون بعضها الآخر مذنبات ميتة استهلكت موادها المتطايرة، كما يُتوقع أن هذه الكويكبات ستؤثر على أحد الكواكب الأرضية، أو الشمس، أو ستقذف بفعل الجاذبية من النظام الشمسي الداخلي نتيجة اقترابها من كوكب، كما توضح الحسابات أن ما يقارب ربع الكويكبات الحالية التي تقترب من كوكب الأرض ستنتهي في النهاية بالتصادم مع الأرض نفسها.^[٥]

خطورة اقتراب الكويكبات من الأرض

أقر الباحثون بأن الكويكبات التي يساوي عرضها أكثر من 400 متر لها دور في إحداث كارثة كونية تتمثل من خلال رفع كميات الغبار في الغلاف الجوي، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث ما يعرف بالشتاء النووي، وهذا بدوره يعطل عملية الزراعة بشكلٍ كبيرٍ جدًا في جميع أنحاء العالم، ومن الممكن أن تُحدث الكويكبات الصغيرة أيضًا تأثيرًا مدمّرًا، إذ تضرب هذه الكويكبات صغيرة الحجم الأرض كل 1000 إلى 10,000 عام مؤدية إلى حدوث موجات تسونامي مدمرة.^[٦]

تقنيات لإبعاد الكويكبات الخطرة عن الأرض

يفضل علماء الفلك أن يكون لديهم الأسبقية في حماية الناس من أي كويكب كبير قد يكون في طريق تصادم مع كوكب الأرض، ويعملون على ذلك من خلال تصميم مهمات لكويكب افتراضي يهدد كوكب الأرض، حيث ترغب وكالات الفضاء في تجميع نوعين مختلفين من المهام كما يلي:^[٧]

• مشاريع الاستطلاع: التي يتم من خلالها تزويد الخبراء بالبيانات التي يحتاجونها لتقييم احتمالية الأضرار المحتملة للأرض بأكبر قدر ممكن من الثقة.
• مشاريع التخفيف: التي يمكن بواسطتها تجنب وقوع كارثة إذا اتضح أن هذا الإجراء ضروري، وتُقسم إلى نوعين كما يلي:
• المصادم الحركي: يعتبر أحد أهم التقنيات التي وضعها العلماء في مهام التخفيف لإبعاد الخطر عن الأرض، وتقوم فكرة هذه التقنية على وضع مركبة فضائية كبيرة في مسار الكويكب، حيث يصطدم بها الكويكب ويبطئ سرعتها قليلًا، وكلما كانت أداة التصادم كبيرة بما يكفي، وتمكنت من الاصطدام بالكويكب لوقت طويل، فإنه من الممكن تأخير الكويكب بشكل كافٍ بحيث لا يحدث تصادم كارثي مع الأرض.
• انفجار نووي فوق سطح الكويكب: وهو النوع الثاني من مهام التخفيف، والذي يؤدي إلى تبخر جزء من سطح الكويكب، وتراجع بقية الصخور الفضائية، ويتم القيام بذلك من خلال ضبط جهاز متفجر معين، حيث يكون تأثير الانفجار قويًّا عندما يكون الانفجار بالقرب من الكويكب، وعندما ينفجر بعيدًا يكون تأثير الانفجار أكثر رقة.

كويكبات أخرى تقترب من الأرض

ومن الأمثلة الأخرى على الكويكبات هو كويكب 2021 KT1؛ حيث يصنف بأنه من كويكبات أبولو، وهي واحدة من مجموعات الكويكبات القريبة من الأرض، وسميت كويكبات أبولو بذلك نسبة إلى اسم أول شخص اكتشفها، وذلك في عام 1932، وتمر كويكبات أبولو في مدار كوكب الأرض، إذ تقدر وكالة ناسا الفضائية أن قطر كويكب 2021 KT1 يتراوح بين 150 مترًا و330 مترًا.^[٨]