تنقسم السدم إلى فئتين أساسيتين: السدم المظلمة والسدم الساطعة، والأولى تتكون من غيوم شديدة الكثافة والبرودة وغبار مظلم يحجب ضوء النجوم التي تقع خلفها، أما السدم الساطعة فتتكون من سحب كثيفة من الغاز الذي قد يعكس الضوء أو ينقله، وهذه الفئة التي تضم سديم النسر الذي سنتحدث عنه، ويعتقد العلماء بأنّ السدم عامة نشأت بسبب المستعرات العظمى (الانفجارات الكونية العظمى)، وهي عبارة عن غازات وغبار كوني مكوّن من حبيبات صلبة منتشرة بين النجوم بالإضافة إلى المادة المظلمة.[١]


سديم النسر (Eagle Nebula)

فيما يلي أبرز المعلومات عن سديم النسر:

  • تعريفه: هو عنقود نجمي فتي ساخن موجود في كوكبة الثعبان (سربينز) وعلى بعد 7000 سنة ضوئية عن الأرض،[٢] وهو مكون من نجوم شابة محاطة بأقراص من الغبار والغاز، ويوجد فيه تجويف وأعمدة ضخمة يصدر منه انبعاثات وأشعة سينية ساعدت في التعرف على مئات النجوم الحديثة التي في طور التكوين والمعروفة باسم "النجوم الأولية".[٣][٤]
  • سبب تسميته: في أواخر القرن الثامن عشر لاحظ العلماء كائنًا لا يمكن اعتباره مذنباً، وعند دراسته جيداً لوحظ أنه تجمُّع نجمي لامع عرف باسم سديم الثلج، ولاحقاً كشف التصوير الفلكي الحديث عن مساحة هائلة يتجمع فيها غاز الهيدروجين المتوهج على شكل نسر بأجنحة مفرودة، ولهذا أطلق عليها فيما بعد سديم النسر، كما يعرف سديم النسر ب(Messier16/M16).[٢]
  • اكتشافه:[٥][٦]
  • اكتشف العالم فيليب لويز دي تشيزو عام 1746 كتلة نجمية لكنه لم ينتبه لوجود سحابة ضبابية كانت تحيط بهذه الكتلة.
  • بعد حوالي 20 عاماً وأثناء دراسة تشارلز ميسير (Messier) للبقع المضيئة التي تم اكتشافها مسبقاً، لفتت انتباهه بقعة غامضة لا يمكن رؤيتها بشكل واضح بالعين المجردة لكن وبواسطة تلسكوب بجودة قليلة استطاع ميسيير اكتشاف سديم النسر وضمه لمجموعة السدم المكتشفة في العالم.
  • باستخدام تلسكوب مايال عام 1973 تم التعرف على سديم النسر الذي يبلغ ارتفاعه 4 أمتار بتوسع، وفي عام 1995 التقط تلسكوب هابل الفضائي صوراً للسديم أظهرت الديناميكية الشديدة للكتل الغازية الموجودة في مناطق تشكل النجوم.


نشأة سديم النسر

كانت تلك المنطقة تحتوي على سحابة غاز باردة، ولكن بعض هذا الغاز انهار وشكل نجوماً ساخنة، فعملت هذه النجوم على تأيين الغاز من حولها، وأدى ذلك إلى تسخينه وتمدده، وهذا الغاز اصطدم بالغاز البارد المحيط به، وهذا بدوره يؤدي إلى ضغط كبير على اغاز البارد، وعمل ذلك على تشكّل المزيد من النجوم التي تجمعت لاحقًا على شكل كتلة نجمية، والتي تمر فيها النجوم بدورة ولادة وتطور وموت ينجم عنها طاقة ومادة بالفضاء بالإضافة إلى الغاز الموجود، وأدى تراكم هذه المكونات إلى تشكل سديم النسر.[٧]


خصائص سديم النسر

يتمتع سديم النسر بمجموعة من الخصائص، ومن أبرزها:

  • البعد: يقع سديم النسر على بعد 7000 سنة ضوئية من الأرض، رغم ذلك البعد إلا أنه من الممكن رؤيته من سماء الأرض خلال شهر يوليو.[٢]
  • الخصائص الفيزيائية: يضيء السديم بشكل أساسي بسبب انعكاس ضوء النجم وانبعاث الضوء من الغاز الساخن وذلك يشكل ما يعرف بالطيف ومستويات الطاقة.[٤][٧]
  • اللون: يظهر سديم النسر بعدة ألوان بسبب انبعاث الضوء من عدة عناصر كيميائية وهي اللون الأحمر المنبعث من ذرات الكبريت المتأينة على حدة، ويظهر اللون الأزرق بسبب الضوء المنبعث من ذرات الأكسجين المزدوجة المتأينة أيضاً، وأخيراً اللون الأخضر والذي يمثل انبعاث الهيدروجين والنيتروجين.[٨][٩]
  • المساحة والحجم: تبلغ مساحة سديم النسر 70×55 سنة ضوئية بالطول والعرض، بينما يصل نصف قطر العنقود النجمي فيه إلى حوالي 15 سنة ضوئية وأكثر.[١٠]
  • درجات الحرارة: تعد درجة حرارة السديم بشكل عام تعد باردة جداً إذ تصل درجة حرارته إلى (450 فهرنهايت تحت الصفر) أي حوالي 232 درجة سيليسيوس تحت الصفر.[١١]
  • الكتلة: اكتشف العالم Y. Terzain عام 1965 أن الكتلة الكلية لسديم النسر يصل وزنها إلى ما يقرب 12500 كتلة شمسية.[٦]


أجزاء سديم النسر

في ما يلي توضيح لأجزاء سديم النسر:

  • أعمدة الخلق: الأعمدة الفضائية الشهيرة ذات اللون الأخضر والتي يبلغ ارتفاعها خمس سنوات ضوئية والمغمورة بضوء الأشعة فوق البنفسجية، والتي تتكون من الغاز والغبار الذي نُحِتَ بسبب الإشعاع والرياح الصادر عن حوالي 20 نجماً قريباً منهم.[٩][١٢]
  • EGGs: وتعرف باسم "الكريات الغازية المتبخرة" وهي كتل صغيرة أو نتوءات تغطي أعمدة الخلق يبلغ عددها 73 نتوءًا وهي منطقة تولد فيها النجوم الجديدة.[٤][١٣]
  • الأبراج النجمية (Stellar Spire): سلسلة من النجوم الشابة التي تغذي السديم بالهيدروجين وتقوم هذه المنطقة بتكوين النجوم هي أيضاً.[٢]


معلومات أخرى عن سديم النسر

في ما يلي بعض المعلومات الإضافية عن سديم النسر:[١٤][٥]

  • يتكوّن الغبار البارد في سديم النسر من حبيبات صغيرة من الكربون والسيليكات وهذه الحبيبات تحجب ضوء النجوم داخل الأعمدة ووراءها.
  • من المحتمل أن تكون بيئة سديم النسر مشابهة جداً لتلك البيئة التي كانت موجودة عندما تشكل نظامنا الشمسي منذ ما يقرب الخمسة مليارات سنة.
  • رتب تشارلز مسيير البقع الضوئية المكتشفة مسبقًا من قبل علماء سابقين في كاتالوج وجمعهم تحت علامة M لكل سديم، وهذا الكاتالوج كان سبب شهرته الرئيسية كعالم فلك.
  • تعد هياكل جذع الفيل السديم ممرات أو خطوط مظلمة ذات حواف ساطعة موجودة، وهذه الهياكل تمثل أعمدة الخلق في سديم النسر وهي موجودة في الجزء الجنوبي منه.

المراجع

  1. John S. Mathis, "Nebula", Britannica, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "The Awesome Beauty Of The Eagle Nebula", Earth Sky, Retrieved 11/7/2021.
  3. ""X"-ploring the Eagle Nebula and "Pillars of Creation"", Chandra X-Ray Observatory (NASA's flagship mission for X-ray astronomy.), Retrieved 11/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت " THE EAGLE NEBULA AS NEVER SEEN BEFORE", ESA Science and Technology, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "The Eagle Nebula, M16", NoirLab, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "The Eagle Nebula (M16 and Star Queen Nebula)", European Southern observatory, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Meet the Eagle Nebula", (Meet the Eagle Nebula (The physics behind one of Hubble's most famous images, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  8. "GAS PILLARS IN THE EAGLE NEBULA (M16): PILLARS OF CREATION IN A STAR-FORMING REGION", NASA Hubblesite, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Pillars in the Eagle Nebula from Hubble (2014)", NASA Hyperwall, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  10. "Messier 16: Eagle Nebula", Messier Objects, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  11. "Stellar Nurseries", NASA Visualization Explorer , Retrieved 11/7/2021. Edited.
  12. "Cosmic Epic Unfolds in Infrared: The Eagle Nebula", SPITZER SPACE TELESCOPE , Retrieved 11/7/2021. Edited.
  13. "The Eagle's EGGs", ESO United State , Retrieved 11/7/2021. Edited.
  14. "The Eagle Nebula", Herschel Space Observatory, Retrieved 11/7/2021. Edited.