يمكن للبشر أن يعيشوا يومًا ما على سطح المريخ، وذلك طِبقًا لقول أحد الباحثين في وكالة ناسا، إذ إن هناك طرق إبداعية محتملة يمكن التوصل إليها لاستخراج المياه وإيجاد المواد اللازمة لبناء مأوى؛[١] إذ تهدف وكالة ناسا لإرسال رواد الفضاء إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2030 م، بينما تخطط وكالة سبيس إكس (SpaceX) للوصول إلى هناك في وقتٍ أقرب، أي تقريبًا بحلول عام 2024م.[٢][٣]


أسباب عدم مقدرة الإنسان العيش على كوكب المريخ

لنستطيع العيش على كوكب المريخ يومًا ما، نحتاج لبناء بيئات ملائمة، حيث تكون تلك البيئات مكتفية ذاتيًا، ولها القدرة على أن تفصلنا عن الغلاف الجوي قليل الكثافة، وأن تكون قادرة على دعم الحياة لفترات طويلة دون الحاجة لإرسال الدعم من كوكب الأرض، وذلك لأن الحياة على كوكب المريخ ستواجه عقبات كبيرة مثل:[٢][٤]

  • الغلاف الجوي للمريخ يتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون.
  • كثافة غلافه الجوي تعادل حوالي 1% فقط من الغلاف الجوي للأرض عند مستوى سطح البحر.
  • سطحه باردٌ جدًا ليستطيع الحفاظ على الحياة البشرية.
  • جاذبية كوكب المريخ تشكّل 38% من جاذبية الأرض، مما يجعل الوقوف على سطحه صعبًا.
  • على عكس كوكب الأرض، لا يمتلك المريخ مجالًا مغناطيسيًا عالميًا وغلافًا جويًا سميكًا لحماية سطحه من الإشعاع.[٥]
  • عقبة مسافة السفر الهائلة التي تبلغ في أقصرها 34 مليون كيلومتر، حيث إن المسافة بين كوكبنا وكوكب المريخ متغيرة؛ لأن الكوكبين يدوران حول الشمس بسرعات ومسافات مختلفة.
  • قطع المسافة الهائلة والوصول لمدار المريخ يشكل نصف المشكلة فقط، إذ إن النصف الآخر يكمن في الحاجة لإيجاد الطريقة المثلى للهبوط بأمان على سطح الكوكب.


هل توجد حياة على كوكب المريخ؟

من الممكن أن يكون كوكب المريخ قد آوى الحياة في غابر الأزمان، حتى إن البعض يخمن أن الحياة ما زالت موجودة على سطحه حتى اليوم، وقد تكهن بعض الباحثين بأن كوكب المريخ هو ما بدأ بذرة الحياة على الأرض أو العكس، وقد أسفرت نتائج الأبحاث حول وجود حياة على سطح المريخ إلى ما يلي:[٥]

  • عندما قامت بعثات فايكينغ المشهورة بالبحث عن الحياة في المريخ في أواخر السبعينيات، فإنها عادت خالية الوفاض، ولكن نتائج هذه البعثات ما زالت جدلية حتى اليوم، خاصَّةً أنه تم الكشف عن مواد عضوية في عينة من تربة المريخ عندما تم تسخينها للاختبار، في حين أن مركبة فايكينغ لم تعثر على أي مواد عضوية، مما أشار إلى قصورها في الكشف عن حياة على المريخ.
  • إن ما يدعم تخمينات وجود الحياة على سطح المريخ هو أن المحيطات قد غطت سطح المريخ فيما مضى، مما وَفر البيئة الملائمة لتطور الحياة.
  • رغم أن كوكب المريخ الآن ما هو إلا صحراء باردة، فقد أشار الباحثون إلى إمكانية وجود الماء الجاري في جوفه، مما يوفر بدوره ملاذًا لأنواع الحياة التي قد تكون موجودة الآن، حيث إن العديد من الدراسات قد أشارت إلى وجود كميات كبيرة من جليد الماء في عمق باطن كوكب المريخ.


معلومات أخرى حول الحياة على كوكب المريخ

تخطط ناسا الآن لمهمة مأهولة إلى المريخ، والتي من المقرر أن تنطلق في ثلاثينيات القرن الحالي، ولكن من غير المعروف الموقع الذي سيهبط فيه رواد الفضاء على المريخ بعد للقيام بهذه المهمة، بغض النظر فهذا ما ستبدو عليه الحياة على كوكب المريخ:[٦]

  • إن كوكب المريخ مثل الأرض له فصول أربعة، وذلك بسبب ميل الكوكب على محوره، ولديه أيضًا تأثير موسمي ثانوي بسبب مداره الإهليليجي يحدث عندما يتوجه نصف الكرة الجنوبي بعيدًا عن الشمس عندما يكون الكوكب بعيدًا عنها، ويؤدي ذلك إلى فصول شتاء أكثر برودة (وفصول صيف أكثر حرارة) من تلك الموجودة في نصفه الشمالي.
  • إذا كنت ستعيش في نصف كوكب المريخ الشمالي، فستستمتع بحوالي سبعة أشهر من الربيع، وستة أشهر من الصيف، وما يزيد قليلاً عن خمسة أشهر من الخريف، وحوالي أربعة أشهر فقط من الشتاء؛ إذ إن السنة على المريخ حوالي تبلغ 1.88 من السنة الأرضية، ويستمر اليوم على المريخ أكثر بقليل من 24 ساعة.
  • إن متوسط ​​درجة الحرارة على المريخ هو 60 درجة مئوية تحت الصفر، ولكن يمكن أن تتراوح درجات الحرارة من 126 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء بالقرب من القطبين، إلى 20 درجة مئوية خلال الصيف بالقرب من خط الاستواء، ويمكن أيضًا أن تتغير درجات الحرارة بشكل كبير خلال أسبوع واحد.
  • غالبًا ما تؤدي التغيرات في درجات حرارة المريخ إلى عواصف رملية قوية، والتي يمكن أن تحجب الكوكب بأكمله في بعض الأحيان خلال بضعة أيام فقط، على الرغم من أن هذه العواصف ربما لن تؤذي جسديًا، إلا أن الغبار يمكن أن يعيق الأجهزة الإلكترونية، ويمكن أن يحجب الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية.
  • إذا تعرضت لحادث مؤسف، فإن الرسالة المرسلة إلى الأرض ستستغرق في المتوسط ​​15 دقيقة للوصول.
  • في حال كانت السماء صافية، ستمتلئ سماء ليل المريخ بالنجوم، حيث سيرغب علماء الفلك الهواة في البحث فيها عن أقمار المريخ ديموس وفوبوس، لا سيما أنهما من الممكن أن يظهرا معًا، ورغم أن كليهما أصغر بكثير من قمر الأرض، إلّا أنهما قد يحجبان الشمس جزئيًا أثناء النهار.
  • تظهر سماء النهار في كوكب المريخ بشكل عام بلون برتقالي بسبب الغبار، ويبدو شروق الشمس وغروبها شبيهًا بما هو على كوكب الأرض خلال يوم ضبابي للغاية، باستثناء أن المنطقة المحيطة بالشمس تظهر بلون أزرق.
  • يوفر سطح المريخ بعض الفرص الرائعة لمشاهدة المعالم، مثلًا يعد بركان جبل أوليمبوس أطول بركان في المجموعة الشمسية، حيث يصل ارتفاعه إلى 25 كيلومترًا فوق السهول المحيطة به، بالإضافة إلى وادي فاليس مارينيريس الذي يعد عبارة عن نظام عملاق من الوديان، وهو يعادل طول المسافة من لوس أنجلوس إلى نيويورك، بالإضافة إلى القلنسوة الجليدية القطبية الهائلة في المريخ، والتي يتساقط فيها أحيانًا الجليد الجاف.

المراجع

  1. Fabienne Lang (22/6/2021), "NASA Scientist: Yes, Humans Can One Day Live on Mars", interesting engineering, Retrieved 12/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Megan Ray Nichols (3/5/2017), "If we successfully land on Mars, could we live there?", astronomy, Retrieved 12/12/2021. Edited.
  3. Elizabeth Atkin (18/2/2021), "Can humans ever live on Mars?", metro, Retrieved 12/12/2021. Edited.
  4. Joshua Rapp Learn (3/9/2021), "Why Haven’t Humans Reached Mars?", discover, Retrieved 12/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Tim Sharp (12/9/2017), "Mars' Atmosphere: Composition, Climate & Weather", space.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
  6. Joseph Castro (17/2/2015), "What Would It Be Like to Live on Mars?", space.com, Retrieved 12/12/2021. Edited.