يُطلق مفهوم الفضاء على المناطق الكونية الفارغة نسبيًا خارج أغلفة الأجرام السماوية، أما من منظور كوكب الأرض، تُسمى المنطقة بعد 100 كيلومتر إلى الأعلى بالفضاء، حيث لا يتواجد الأكسجين للتنفس، ولا حتى هواء يُمكنه تشتيت الضوء، كما يتحول لون المنطقة ما بعد الغلاف الجوي من الأزرق إلى الأسود لخلوها من جزيئات الأكسجين، وعلى عكس ما هو شائع؛ فإن الفضاء الخارجي ليس فارغًا تمامًا، إذ يحتوي على جسيمات بكثافة منخفضة، غالبًا ما تتكون من غاز الهيدروجين، بالإضافة إلى الإشعاع الكهرومغناطيسي.[١][٢]


أين تقع نهاية الفضاء؟

فيما يلي أهم الحقائق عن نهاية الفضاء:[٣][٤]

  • ظل الاعتقاد السائد لدى كثير من الناس أن السماء ونجومها التي يرونها ليلًا هي كل الفضاء، حتى ظهور اكتشاف العالم الأمريكي هابل المذهل الذي دحض ذلك كله، منذ 100 عام تقريبًا؛ إذ كان العالم يبحث في بقع الضوء الضبابية الصغيرة بين النجوم، ليكتشف لاحقًا أن هذه البقع الضوئية في الحقيقة ما هي إلا نجوم أخرى ومجرات بعيدة جدًا، وتكريمًا له أطلقت وكالة ناسا اسمه على تلسكوب هابل الفضائي الشهير.
  • يُمكن قياس مساحة الكون المرئي المكتشف حتى الآن، ويساوي ما مقداره 93 مليار سنة ضوئية من جانب إلى آخر، وتُعادل 300,000 دورة في مجرة درب التبانة.
  • يُمكن حساب خط كارمان رياضيًا بمقدار 80 كيلومترًا من سطح الأرض باتجاه الغلاف الجوي، وهو خط دقيق جدًا يبدأ عنده الفضاء الخارجي بالظهور، وعندما تنخفض الأقمار الصناعية إلى مستوى 112 كيلومترًا فوق سطح الأرض فإنها لن تستطيع الرجوع إلى مسارها في الفضاء الخارجي غالبًا.


خصائص الفضاء

فيما يلي أهم خصائص الفضاء:

  • الطقس البارد: يعد الطقس باردًا جدًا، ويعود السبب في ذلك إلى المساحات الفارغة التي تملأه، والغازات والغبار التي يمكن ألا تتحرك على الإطلاق، الأمر الذي يجعل منها باردة جدًا على عكس الذرات المتحركة ذات الذبذبات العالية التي تكون حرارتها مرتفعة حسب قانون الحرارة، كما يصل متوسط درجات الحرارة في الفضاء إلى 235 درجة مئوية تحت الصفر، ويؤدي ضوء الشمس والنجوم الأخرى إلى تسخين الغبار الكوني وذرات الغاز قليلًا، إلا أنها تبرد مرة أخرى وتفقد حرارتها.[٥]
  • الرائحة الكريهة: يُمكن وصف رائحة الفضاء بأنها كرائحة اللحم المحروق، والبارود، وحتى الجوز، كما يتفق رواد الفضاء على أن رائحة الفضاء كريهة نوعًا ما، كما أن المذنبات والكواكب والأقمار وسحب الغازات لها رائحة فريدة خاصة بها أيضًا.[٦]
  • اللون الأسود: لا يوجد غلاف جوي في الفضاء لتشتيت الضوء كما في كوكب الأرض، إذ ينتقل ضوء الشمس في خط مستقيم دون أن يتشتت وتبقى كل الألوان معًا، فعند النظر إلى الشمس من الفضاء الخارجي، سنرى ضوءًا أبيضًا لامعًا، بينما إذا نظرنا بعيدًا لن نرى سوى ظلام الفضاء الفارغ؛ نظرًا لعدم وجود أي شيء تقريبًا في الفضاء لتبديد أو إعادة إشعاع الضوء إلى أعيننا، فإننا لا نرى أي جزء من الضوء ويبدو أن السماء سوداء.[٧]
  • الفراغ: يُسمى الفضاء بالفراغ؛ وذلك لأن الفضاء الخارجي شبه فارغ سوى من بعض ذرات الغبار، والإشعاعات، وذرات الغاز؛ كالهيليوم والنيتروجين، أو فارغ مقارنةً بالغلاف الجوي لكوكب الأرض.[٨]


الإنسان والفضاء

كم عدد الأشخاص الذين فقدوا في الفضاء؟

فقد 18 شخصًا حياتهم في الفضاء أو أثناء محاولتهم السفر إليه، وذلك في أربعة حوادث منفصلة، إلا أن العدد يظل منخفضًا بشكل مثير للدهشة؛ نظرًا للمخاطر التي تنطوي عليها رحلات الفضاء، وكانت أسوأ كارثتين تتعلقان بمكوك الفضاء التابع لناسا، بتاريخ 28 يناير 1986م؛ إذ انفجر مكوك الفضاء تشالنجر بعد 73 ثانية فقط من الإقلاع، وفي عام 2003م، توفي سبعة رواد فضاء آخرين عندما تحطم المكوك كولومبيا عند عودته إلى الغلاف الجوي للأرض، ولقي 4 رواد فضاء من الاتحاد السوفييتي مصرعهم في عامي 1967م و1971م، كما لقي 13 رائد فضاء مصرعهم أثناء التدريب والاختبار لرحلات الفضاء في يناير من العام 1967م.[٩]


إلى أي مدى يُمكن للإنسان التنقل في الفضاء؟

في الوقت الحالي، هناك ثلاثة تحديات فقط تحد من المدى الذي يمكن أن تسافر إليه المركبة الفضائية في الكون هي: موارد الطاقة المخصصة للمركبة، والقيود التي تفرضها التقنيات الحالية، بالإضافة إلى قوانين الفيزياء، بينما ستكون الأخيرة هي التحدي الوحيد إذا تمكنّا من تطوير تقنية فائقة كالصواريخ التي تعمل بالطاقة النووية بالإضافة إلى الوقود، عند ذلك سنكون قادرين على السفر بعيدًا بشكل مدهش في الكون، والوصول إلى أي جسم يبعد حاليًا أقل من 18 مليار سنة ضوئية.[١٠]


هل يمرض رواد الفضاء في الفضاء؟

يمرض رواد الفضاء عند تواجدهم على سطح الأرض كما يمرضون في الفضاء الخارجي أيضًا، ولعل أبرز ما عانى منه رواد الفضاء في الفضاء هو التهابات الجهاز التنفسي العلوي، ونزلات البرد، والتهابات الجلد والتهابات المسالك البولية، كما لوحظت زيادة خطر الإصابة بالسرطان والأمراض التنكسية مثل أمراض القلب، وإعتام عدسة العين، وذلك بسبب الإشعاعات التي يتعرض لها رواد الفضاء والتي يُمكن أن تشكل مخاطر متزايدة.[١١][١٢]


ماذا يحدث لجسم الإنسان عند السفر إلى الفضاء؟

يعتبر الانتقال من حقل جاذبية إلى آخر أمرًا صعبًا للغاية؛ وذلك بسبب التحول من حالة الجاذبية إلى حالة انعدام الوزن، إذ يؤثر ذلك على الاتجاه المكاني، التنسيق بين الدماغ والعين، التوازن، الحركة، بالإضافة إلى إصابة بعض أفراد الطاقم بدوار حركة الفضاء، كما يتأثر رواد الفضاء عند عودتهم للأرض والانتقال من حالة انعدام الوزن إلى الجاذبية، فيعاني رواد الفضاء من عدم القدرة على الوقوف على أقدامهم عند عودتهم إلى الأرض، كما لا يتمكنون من الحفاظ على ضغط الدم عند الوقوف، مما قد يؤدي إلى شعورهم بالدوار والإغماء.[١٣]


هل يشيخ جسم الإنسان في الفضاء؟

لاحظ العلماء مؤخرًا أن رواد الفضاء يتقدمون في العمر بشكل أبطأ عند السفر في الفضاء على المدى الطويل، بدلالة المؤشرات الحيوية للشيخوخة مثل طول التيلومير ومعدلات ضربات القلب، ولكن ليس الشيخوخة اللاجينية، وتعد عملية الشيخوخة الأبطأ التي اكتشفها العلماء ناتجة عن العزلة الاجتماعية والتأثيرات النسبية الأخرى، على الرغم من عدم وضوح السبب الذي يؤدي إلى إبطاء الشيخوخة اللاجينية عند السفر إلى الفضاء، ومن الجدير بالذكر أنه بعد مرور سنة على الانطلاق نحو الفضاء يزداد متوسط ​​طول التيلوميرات، وهو جزء من الحمض النووي يقصر عادةً مع التقدم بالعمر أو عند إجهاد الجسم وتعبه.[١٤][١٥]


كيف يشعر رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض؟

تتفاوت ردات فعل رواد الفضاء عند العودة إلى الأرض حسب الفترة التي يقضونها في الفضاء الخارجي، فإذا استمرت الرحلة من عشرة إلى أربعة عشر يومًا، فسينقلب نظام التوازن الخاص بهم رأسًا على عقب، وسيشعرون بدوار شديد، وعندما يقف رائد الفضاء على قدميه للمرة الأولى، سيشعر بأنه أثقل بخمس مرات مما يتوقع، كما سيعاني من الغثيان أيضًا، بينما يختلف الأمر قليلًا بعد رحلة طويلة لمدة ستة أشهر أو أكثر، إذ تكون الأعراض أكثر حدة إلى حد ما، وأيضًا إذا كانت الرحلة قصيرة، سيشعر بالتحسن بعد يوم أو يومين، لكن بعد رحلة طويلة؛ عادة ما يستغرق الأمر أسبوعًا أو أكثر قبل أن يشعر رائد الفضاء أنه بدأ يعود إلى طبيعته.[١٦]


حقائق أخرى عن الفضاء

فيما يلي بعض الحقائق الأخرى عن الفضاء:[١٧][١٨]

  • تنعدم الجاذبية بشكل كامل تقريبًا في الفضاء، كما تعد الجاذبية منخفضة لدى الكواكب، عدا كوكب الأرض، وهي ما تقلل من كمية الوقود اللازمة لهبوط المركبات الفضائية على سطحها.
  • لا يوجد ارتفاع أو هبوط في الفضاء حسب علماء الفلك، أو اتجاهات واضحة للكواكب والمجرات وحركتها في الكون، لا سيما في السدم والغبار النجمي الذي تنفثه النجوم في لحظات حياتها الأخيرة.
  • لا يمر الوقت في الفضاء كما يمر في كوكب الأرض، فالساعة التي يقضيها رواد الفضاء خارج الأرض تعادل 7 سنوات على سطحه، وذلك لأن الوقت يمر ببطء كلما كانت الحركة أسرع.[١٩]
  • يوجد في الفضاء عدد يفوق 70 كوينتيليون من الكواكب، في حين يبلغ عدد المجرات حوالي تريليوني مجرة.[٢٠][٢١]

المراجع

  1. "Outer space", sciencedaily, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  2. Elizabeth Howell (8/6/2017), "What is Space?", space, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  3. "Does space go on forever?", Abc education , 26/4/2017, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  4. Nadia Drake (20/12/2018), "Where, exactly, is the edge of space? It depends on who you ask.", nationalgeographic, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  5. Korey Haynes (28/2/2020), "How cold is it in outer space?", astronomy, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  6. "The smells of space", science, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  7. "Why is the sky blue on Earth, but black in space or on the Moon?", Union University, 10/2000, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  8. "How does the expansion of the universe make outer space a vacuum?", Science questions with surprising answers , 8/10/2013, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  9. "Has anyone ever died in space?", new scientist, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  10. Ethan Siegel (30/12/2020), "How Far Could A Spaceship Go If We Never Ran Out Of Thrust?", forbes, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  11. "The Human Body in Space", nasa, 2/2/2021, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  12. Staff Reporter (15/3/2020), "When the Astronauts Get Sick in Space, What Does NASA Do?", sciencetimes, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  13. "The Human Body in Space", nasa, 2/2/2021, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  14. "Does Space Travel Make People Age More Slowly?", publichealth, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  15. "After A Year in Space, Subtle But Lingering Changes", sciencefriday, 4/12/2019, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  16. Leroy Chiao (1/3/2016), "Return to Earth: An Astronaut's View of Coming Home", space, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  17. "The Public Trust Doctrine, Outer Space, and the Global Commons: Time to Call Home ET ", Georgetown University Law Center , 2019, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  18. Michael D. Lemonick (7/9/2013), "There’s No Up or Down in Space? Not So Fast", science.time, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  19. "Why is 1 hour in space 7 years on earth", brainly, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  20. MICHAEL GRESHKO (17/4/2019), "Galaxies, explained", nationalgeographic, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  21. Tibi Puiu (18/11/2020), "There are over 700 quintillion planets in the universe but there’s no place like home", zmescience, Retrieved 5/8/2021. Edited.