في الكون، الذي تنتشر بين مكوناته مادة معظمها من الهيدروجين بكثافات منخفضة جدًا، لا يستطيع رواد الفضاء ولا مركباتهم الانتقال من نقطة لأخرى بشكل مستقيم وسرعة ثابتة؛ وذلك بسبب التأثيرات العديدة على الجسم أثناء الحركة، كما يُعد المشي على القدمين أمرًا غير وارد لدى رواد الفضاء في الفضاء الخارجي، وتعتبر السباحة البديل الوحيد للمشي نتيجة لانعدام الجاذبية في الفضاء وحتى داخل المركبات الفضائية.[١][٢]


لماذا لا يستطيع رواد الفضاء المشي عند العودة من الفضاء؟

تختلف الحياة في الفضاء الخارجي عن الحياة على كوكب الأرض، وهذا الاختلاف يؤثر على أجسام رواد الفضاء، فعند المشي على سطح الأرض تتحمل الساقان والجزء السفلي من الجسم وزن الجسم، مما يُساعد على الحفاظ على قوة العظام والعضلات للقدمين، أما في الفضاء الخارجي، فلا يستخدم رواد الفضاء أقدامهم للمشي لأن أجسادهم تطفو، لذلك؛ تفقد عضلات أقدامهم قوتها، بالإضافة إلى ضعف منطقة أسفل الظهر وفقدانها القوة، وبالتالي تبدأ عضلات القدمين والعظام بالنحف والضعف، وليتغلب رواد الفضاء على ذلك، عليهم ممارسة الرياضة في رحلاتهم الفضائية كل يوم.[١]


تغيرات الجسم والتأثيرات الصحية على رواد الفضاء

التغييرات التي تطرأ على الدم والقلب

فيما يلي التغييرات التي تحصل لجهاز الدوران في أجساد رواد الفضاء:[١][٣]

  • يذهب الدم إلى القدمين ويعمل القلب بجهد أكبر ليقاوم الجاذبية على كوكب الأرض، ويحرك الدم في جميع أنحاء الجسم، الأمر الذي يحدث عكسه في الفضاء؛ إذ ينتقل الدم إلى الجزء العلوي من الجسم وتحديدًا الرأس؛ مما يتسبب في جعل وجوه رواد الفضاء تبدو منتفخة، كما تصل رسائل إلى الدماغ مفادها أن الجسم يحتوي الكثير من السوائل، ويرسل بدوره رسائل للجسم بتقليل الشرب، وهذا ما يُفسر قلة السوائل في أجساد رواد الفضاء عند عودتهم للأرض.
  • تؤدي التغييرات التي تحدث للدورة الدموية إلى حدوث جلطات مصغرة في أجساد رواد الفضاء أحيانًا، كما يتعين على رواد الفضاء الراحة وشرب السوائل عند عودتهم للأرض وإلا فإنهم قد يُصابون بالوهن الشديد حتى أن هذا الأمر قد يصيبهم بالإغماء.


التأثيرات التي تطرأ على أجسام رواد الفضاء

قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بإجراء دراسة على توأم متطابق، أرسلت أحدهم إلى الفضاء لمدة عام بينما بقي الآخر على سطح الأرض، رصدت خلالها التأثيرات والفروقات بينهم وجاءت النتائج على النحو الآتي:[٤][٥]

  • ازداد طول التيلوميرات -وهي الأغشية التي تحمي نهايات الكروموسومات لدى الإنسان- بشكل كبير لدى التوأم الذي تم إرساله إلى الفضاء، في حين بقيت مستقرة لدى الفرد الذي بقي على كوكب الأرض، كما أظهرت الأبحاث أن الزيادة في طول التيلوميرات لها صلة بتقليل الإصابة بمشاكل ترتبط بتقدم العمر.
  • انخفضت كتلة الجسم وزادت نسبة حمض الفوليك في جسم التوأم الذي تم إرساله إلى الفضاء، وقد يُعزى ذلك إلى نظام الأكل الصحي الذي يتبعه رواد الفضاء وممارسة الرياضة، كما يتناول رواد الفضاء فيتامين د الذي بدوره يُحافظ على سلامة العظام خلال رحلاتهم الجوية.
  • تأثرت القدرات العقلية وانخفضت سرعة البديهة لدى التوأم الذي تم إرساله إلى الفضاء وعند عودته إلى الأرض، إذ لاحظ الباحثون انخفاضًا واضحًا في سرعة ودقة الإجابات على اختبارات المعرفة التي أجراها، كما رصد الباحثون كيف تأثرت قدراته العقلية بفعل الجاذبية الصغرى.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Living in Space", NASA, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  2. "spaceflight", britannica, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  3. Clare Wilson (15/11/2019), "Low gravity in space made some astronauts’ blood flow backwards", newscientist, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  4. "How does space change the human body?", astronomy, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  5. Scott M Smith Martina Heer Linda Shackelford Jean D Sibonga Lori L Ploutz-Snyder Sara R Zwart Iide (9/2012), "Benefits for bone from resistance exercise and nutrition in long-duration spaceflight: Evidence from biochemistry and densitometry", researchgate, Retrieved 7/7/2021. Edited.