لماذا الفضاء مظلم؟ اعرف أكثر

يبدو الفضاء مظلمًا على الرغم من تواجد الأضواء فيه كالنجوم وغيره، وذلك نتيجة أسباب عديدة تتمثل بأن الكون يتوسع بسرعة أكبر من سرعة الضوء، إضافة إلى أن الضوء المنبعث من المجرات البعيدة يمتد ويتحول إلى موجات تحت حمراء وموجات ميكروويف وموجات راديو، ولا يمكن رؤيتها بأعيننا؛ مما يجعل الفضاء مظلمًا، إضافة إلى أن الفضاء هو فراغ شبه كامل، بمعنى أن الضوء المتواجد في غياب المادة ينتقل في ضوء مستقيم من المصدر نحو المتلقي، ولتواجد العدد القليل جدًا من الجسيمات في الكون فلن يصل الضوء لها لينعكس علينا، مما يجعل الفضاء يبدو مظلمًا وكأنه بلون أسود.^[١]

لماذا الفضاء مظلم؟

يعد الفضاء مظلمًا للأسباب التالية:^[٢][٣]

• يحتوي الفضاء على بعض الغاز إضافة إلى الغبار الكوني، ولكن الفضاء بحد ذاته لا يملك غلافًا جويًا؛ لذلك فإن الضوء سوف ينتقل في خط مستقيم حتى يصطدم بجسم ما، ومن الجدير بالذكر أن الغلاف الجوي يسمح بتبعثر الضوء وتشتيته من أجل رؤيته، لكن نظرًا لافتقار الفضاء للغلاف الجوي؛ فعند اصطدام الضوء بجسم ما لا تحدث عملية التشتت ولا تتم رؤية الضوء، مما يجعل الفضاء مظلمًا وذا لون أسود.
• ينتقل الضوء بسرعة ثابتة ومعروفة، لكن الضوء المنبعث من أبعد أطراف المجرة في الفضاء؛ أي البعيدة عن الأرض سوف يستغرق وقتًا أطول من أجل الوصول إلى أعيننا مقارنة بأطراف المجرة الأقرب إلى الأرض؛ لذلك عند النظر إلى النجوم فإن الضوء الذي نراه ليس بالضرورة الضوء الحالي للنجوم، فقد يكون ضوءًا من الماضي أُرسِل قبل ملايين السنين مثلًا؛ لذلك لا يبدو الفضاء إلا مظلمًا نظرًا لتفاوت وصول الضوء لأعيننا.
• لا يتجاوز عمر الكون 15 مليار سنة، وكما يرى العلماء فإن هذه المدة لا تعد كافية للسماح للضوء من جميع النجوم بالوصول إلى الأرض حتى نتمكن من رؤية الفضاء، لذلك يبدو الفضاء مظلمًا، والأطوال الموجية للضوء مختلفة عن تلك الأطوال التي يمكن لأعيننا رؤيتها.
• تعد القدرة على رؤية الفضاء محدودة للبشر بطيف الضوء المرئي فقط؛ لذلك يعد الفضاء مظلمًا نتيجة عدم القدرة على رؤية الأطياف الأخرى التي قد تتواجد فيها أشكال الأضواء المختلفة في الفضاء.

لماذا لا يضيء الفضاء بوجود النجوم والشمس؟

تتواجد العديد من النجوم في الفضاء ومنها الشمس، وكل تلك النجوم ترسل كمية هائلة من الإشعاع الكهرومغناطيسي بما في ذلك الضوء، ورغم ذلك يبدو الفضاء مظلمًا نظرًا لأن الضوء ينتشر مع المسافة ولا يصل إلينا إلا جزء بسيط وضئيل جدًا منه، إضافة إلى أن الضوء المنبعث من النجوم يختلف لونه تبعًا لدرجة حرارة النجم، فالنجوم الأكثر برودة تطفئ الضوء الأحمر، في حين أن النجوم الأكثر سخونة تطفئ اللون الأبيض أو الأزرق، ويعد اللون الأبيض والأزرق هما الأقوى للرؤية من الأحمر والبرتقالي والأصفر ولو على بعد مسافات؛ مما يخلق صعوبة في رؤية الأضواء نتيجة درجة الحرارة المختلفة للنجم، وما ينجم عنها من لون معين للانبعاث.^[٤]

معلومات أخرى عن الفضاء

فيما يلي بعض المعلومات العامة عن الفضاء:^[٥][٦]

• يعد الفضاء كبيرًا، لدرجة أنه يحتوي تقريبا على 2 تريليون مجرة.
• يحتوي الفضاء على عدد كبير من النجوم يصعب معرفته وعده من خلال عدد المجرات الكبيرة، لكن يشار إلى أن عدد النجوم في مجرة درب التبانة وحدها يعادل 100 مليار نجم، وعليه فإن عدد النجوم تقريبًا بجميع المجرات يعادل 200 مليار ترليون نجمة.
• تعد موجات ضوء الشمس الطويلة؛ أي ذات اللون الأحمر أقل فعالية من الموجات الأقصر ذات اللون الأزرق بواسطة جزيئات الهواء في غلافنا الجوي، ونظرًا لأن الطول الموجي للضوء الأحمر أكبر بحولي 1.7 مرات من الضوء الأزرق؛ فذلك يعني أن الضوء الأزرق لديه فرصة أكبر بكثير من الأحمر في عملية التشتت عبر جميع الاتجاهات؛ مما يجعلنا بسهولة نرى السماء زرقاء في النهار.
• يظهر الضوء البرتقالي عند غروب الشمس أو شروقها، نتيجة لاقتراب الشمس من الأفق؛ مما يجعل لزامًا على الضوء أن يمر بكمية أكثر سمكًا عبر الغلاف الجوي مما كانت عليه في السماء، فينتقل الضوء عبر مسافة أطول ويتشتت ويتفرق الضوء الأزرق الذي تظهر به السماء، وتظهر الألوان البرتقالية عند غروب الشمس وشروقها بشكل أوضح من الأزرق.