تلسكوب جاليليو

استخدم عالم الفلك الإيطالي جاليلو جاليلي (Galileo Galilei) في عام 1610م أداة بسيطة لمراقبة الأجرام السماوية ودراستها وتسجيل اكتشافاته واستنتاجته العلمية المتعلقة بها، وقد كانت هذه الأداة عبارة عن تسلكوب كاسر، يُكبر الأشياء بمقدار 8 أضعاف حجمها الأصلي (8x)، ثم تم تحسينه وتطويره ليستطيع تكبير الأشياء بمقدار 20 ضعف حجمها الأصلي (20x)، وقد كان تلسكوب غاليلو هذا يحتوي على عدسة موضوعية محدبة وعدسة مقعرة موجودتين في أنبوب طويل، أو أسطوانة طويلة مجوفة.[١][٢]


على الرغم من وجود مشكلة غير بسيطة في تلسكوب جاليلو، وهي مجال الرؤية الضيق له، والذي لا يتجاوز نصف عرض القمر تقريبًا؛ إلا أن غاليلو استطاع تسجيل العديد من استنتاجاته وتأليف كتابه "رسالة فلكية Sidereus nuncius" بواسطته،[١] وتجدر الإشارة إلى أن تلسكوب جاليلو يحفظ اليوم في متحف جاليليو بإيطاليا (بالإنجليزية: The Museo Galileo).[٣]




لم يخترع جاليليو جاليلي التلسكوب (المقراب) ولكنه كان أول من استطاع استخدامه بشكلٍ منهجي لمراقبة الأجرام السماوية وتسجيل اكتشافاته عنها.




الطريقة التي اعتمدها جاليلو في صنع تلسكوبه

لم يكن لدى جاليلو تقنيات متقدمة ولا مخططات وحواسيب دقيقة عندما صنع تلسكوبه، ولذلك فقد اعتمد على طريقة التجربة والخطأ للوصول إلى الوضع المناسب للعدسات، وقد كانت العدسة الموضوعية (العدسة الشيئية التي تكون في جهة الشيء المُراد رؤيته) التي استخدمها جاليلو محدبة، أما العدسة العينية (التي تكون في جهة العين) فقد كانت مقعرة.[٣]


عرف جاليليو أن الضوء المنعكس من جسم موضوع على مسافة معينة من عدسة محدبة يصنع صورة متطابقة على الجانب الآخر من العدسة، وأنه إذا استخدم عدسة مقعرة، فسيظهر الكائن على الجانب نفسه من العدسة؛ أي في مكان وجود الجسم؛ ومع معلوماته هذه، وبعد الكثير من العمل وتغير طريقة ترتيب وفصل العدسات ووضعها على مسافات مناسبة، تمكن من الوصول إلى نتائج جيدة ودقيقة، حيث أصبح تلسكوبه التلسكوب (أو المقراب) الأقوى والأكثر دقة لسنوات عديدة.[٣]


أهم اكتشافات جاليلو باستخدام التلسكوب

رغم ضيق مجال الرؤية الذي يتيحه تلسكوب جاليلو، إلا أنه توصل إلى العديد من الاكتشافات بواسطته، ومن أهمها ما يأتي:[١][٣][٢]

  • اكتشف جاليلو أن سطح القمر غير متساو وخشن ومليء بالتجاويف والنتوءات، وليس أملسًا ومصقولًا كما يبدو عند رؤيته عن بعد بالعين المجردة فقط، وهو يشبه الأرض نفسها، أي أنه يحتوي على سلاسل جبلية، ووديان، وتلال، وما إلى ذلك.
  • اكتشف جاليلو وجود 4 أقمار لكوكب المشتري توجد جميعها في خطٍ مستقيم، وتدور حوله كما يدور قمر الأرض حولها، وذلك عند توجيه تلسكوبه باتجاه المشتري ورؤيته في أوقات مختلفة.
  • لاحظ جاليلو أطوار كوكب الزهرة، واستطاع رؤيته وهو يتغير من قرص ممتلئ إلى هلال نحيل.
  • لاحظ جاليليو وجود مناطق مظلمة تبدو وكأنها تتحرك على سطح الشمس، والتي أصبحت تعرف باسم البقع الشمسية.
  • لاحظ ظهور نتوءات بجوار كوكب زحل، وهي عبارة عن حواف حلقات زحل.
  • اكتشف جاليلو أن مجرة ​​درب التبانة تتكون من عدد كبير جدًا من النجوم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Galileo and the Telescope", atnf.csiro, Retrieved 5/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Galilean telescope", britannica, Retrieved 5/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What is Galileo’s Telescope?", universetoday, Retrieved 5/12/2022. Edited.